kikerzs sport
أهلا بكل الزورار الاعزاء في منتدانا نرجو من حضرتك التسجيل لتكون ضمن اسرة هذا المنتدى الذي يجمع جميع العرب فمرحبا بك و تشرفنا بقدومكم
kikerzs sport
أهلا بكل الزورار الاعزاء في منتدانا نرجو من حضرتك التسجيل لتكون ضمن اسرة هذا المنتدى الذي يجمع جميع العرب فمرحبا بك و تشرفنا بقدومكم
kikerzs sport
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

kikerzs sport

كيكيرس سبورت الرياضي كوورة كل الالوان
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
كيكيرس سبورت الشامل شاهد اقرأ وحمل ستمتع وتمتع ومتع الناس من حولك وتحية لكل الزوار من عائلة المنتدى واعظائه

 

 الفصل التاسع : عالم جديد من القوى العظمى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mohammed kahled
Admin
Admin
mohammed kahled



الفصل التاسع :   عالم جديد من القوى العظمى   Empty
مُساهمةموضوع: الفصل التاسع : عالم جديد من القوى العظمى    الفصل التاسع :   عالم جديد من القوى العظمى   Emptyالثلاثاء أغسطس 23, 2011 6:18 pm

لقد تغيرت طبيعة الحكم في الدول الأوروبية رويداً رويداً في اتجاهات مختلفة، وسوف ننظر هنا في حالات ثلاث منها، هي فرنسا والمقاطعات المتحدة وإنكلترا، كان أنجح الحكام الأوروبيين وأبرزهم قاطبة في تمثيل الملكية المركزية المطلقة هو لويس الرابع عشر، الذي حكم فرنسا في عام 1660 حتى عام 1715 كان قد ورث العرش منذ عام 1643 وهو في الخامسة من عمره، فكان عليه أن ينتظر حتى يبلغ السن القانونية، وما أن استلم زمام الحكم حتى دفع ادعاءات الملكية إلى مراتب لم يبلغها أحد من معاصريه، فانتهت على عهده المتاعب التي كان يسببها النبلاء الفرنسيون، كما أنه صادر الميزات التي كسبها الهغنوت البروتستانت الفرنسيون وقد مكنته الضرائب العالية وكثرة الرجال النسبية في فرنسا من إكساب الجيش قوة لاسابق لها، ومن القيام بسلسلة ناجحة من الفتوحات، أقله خلال النصف الأول من حكمه

الفصل التاسع :   عالم جديد من القوى العظمى   Louis_14_debout_gd

لويس الرابع عشر

أما في المقاطعات المتحدة الهولندية وإنكلترا فقد سلكت التطورات مناحي خاصة ومتميزة جداً، لم يكن لدى الهولنديين قدر كبير من الحكم المركزي القوي، وكان هذا الأمر ضاراً بالبلاد، لأن المنافسات بين المقاطعات المختلفة كثيراً ما عرقلت تعاونها فيما بينها، من أجل مقاومة الضغوط الخارجية. وكان هذا الضعف ثمن الحرية الواسعة التي كانوا يتمتعون بها، والتي لم يكن لها من مثيل في أي بلد آخر.

كان جوهر هذه الحرية هو الدفاع عن استقلال مجموعات حاكمة صغيرة نسبياً من المواطنين الأغنياء المسيطرين على الحكم في كل دولة، وأهمها تجار أمستردام، عاصمة مقاطعة هولندا، ومركز الحياة التجارية في البلاد. ولكن حرص الأغنياء على حماية حرية المقاطعات قد أمن في الوقت نفسه حرية للمواطن العادي أيضاً، لأن نظرتهم إلى الأمور كانت في العادة مشابهة لنظرة أكثرية رعاياهم، ولأن مصالحهم الاقتصادية كانت موافقة لمصالح المواطنين الأفقر، فالجميع كانوا يعانون مثلاً إذا ساءت الأشغال في أمستردام، وليس الأغنياء وحدهم ولأنهم كانوا حريصين جداً على حريتهم في المتاجرة وكسب المال.

وقد نجحوا نجاحاً بارزاً خلال القرن السابع عشر، رغم اضطرارهم للصراع الشديد ضد لويس الرابع عشر الذي كان يبغض اتجاهاتهم الجمهورية ولكنه يحب أزهار التوليب التي يزرعوها ويشتريها منهم بالملايين كل عام، إلا أن الهولنديين أضحوا في القرن الثامن عشر على عتبة مرحلة من التراجع والانحسار، وكان من أسبابها تلك الضغوط التي فرضتها عليهم أوضاعهم المذكورة، ولن يكونوا بعدها أبداً قوة عالمية هامة كما كانوا في المائة سنة السابقة.

وأما قصة إنكلترا فهي قصة مختلفة كل الاختلاف، كان يلوح في البداية أن أسرة تيودور قد تبني لنفسها ملكية مركزية قوية مثل ملكيات أوروبا، فقد كانت تقاليدها الملكية الوطنية هي الأقدم في أوروبا، كما كان الشعور القومي في إنكلترا أكثر تطوراً منه في البلاد الأخرى.

والحقيقة أن هذا الأمر قد سهل على هنري الثامن أن يقوم بعملية تأميم الكنيسة في إنكلترا، بحيث اندمجت فيها البروتستانتية بالشعور القومي اندماجاً لاتجد مثيلاً له في ألمانيا. إلا أن هنري اعتمد أيضاً في وضع القوانين الجديدة اللازمة على مؤسسة قديمة في إنكلترا، ألا وهي البرلمان، وسوف يكون لهذا الخيار أهمية كبيرة في المستقبل. ولم يكن البرلمان الإنكليزي وحيداً من نوعه في أوروبا، بل كانت هناك هيئات شبيهة في دول أخرى، ولكنها انهارت جميعاً خلال القرون القليلة التالية أمام متطلبات الملكية المطلقة، بينما راح هو يزداد قوة على قوة.

ومن سخرية القدر أن هذه التطورات إنما تمت عن يد سلالة التيودور التي ما كانت لتتمنى شيئاً من هذا القبيل، فعندما طلب هنري من البرلمان أن يقر القوانين المتعلقة بمصير الكنيسة، كان يعترف ضمناً بأن للبرلمان حق التشريع في أمر على هذه الدرجة من الأهمية، ولهذا صار من الصعب جداً على الملوك من بعده أن ينصرفوا في أمور تمس المصلحة الوطنية من دون دعم البرلمان.

والعامل الآخر الذي لعب دوره في تدعيم سلطة البرلمان هو الشك والقلق المحيطان بموضوع الخلافة، إذ أن جميع أولاد هنري لم تكن لهم ذرية، إن حكم الملكة إليزابيث الأولى يعتبر عصراً عظيماً وكان عظيماً بالفعل، إلا أن الملكة كانت تعيش في قلق وخوف دائمين من أن تفقد عرشها ورأسها أيضاً، لذلك قطعت رأس منافستها ماري ملكة الاسكتلنديين لقد كانت الأوضاع ضدها في أوروبا، وكان ثمة أشخاص آخرون يدعون الحق بالعرش وقد ينالون الدعم من الخارج، لذلك كانت إليزابيث حريصة على ألا تعادي رعاياها، فمكنتهم من أن يعبروا أن يعبروا عن أنفسهم خلال البرلمان الذي كان يقر الضرائب، وشيئاً فشيئاً صار من الواضح أن الملكية لايمكنها أن تفرض الضرائب دون موافقة البرلمان على الأهداف التي تجبى تلك الضرائب من أجلها.

كان الملكة إليزابيث تتمتع بشعبية كبيرة، وكانت تسمى تحبباً Good Queen Bess، وكانت بارعة في التعامل مع الناس فاستطاعت أن تخفي الكثير من تلك المتاعب، أما خليفتاها، أي أول ملكين من سلالة ستيوارت، فلم يتمتعا بتلك المزايا، وكان جيمس الأول رجلاً اسكتلندياً لايحب الأساليب التي اعتاد عليها الإنكليز على عهد التيودور أو لايفهمها، وقد انهارت على عهديها علاقات التاج بالبرلمان.

ثم اندلعت في منتصف القرن السابع عشر حرب أهلية كبيرة بينت أخيراً بصورة حاسمة أن إنكلترا لن تتطور نحو الحكم المطلق السائد في القارة مع أنها مرت بفترة من الزمن أضحت فيها جمهورية تحت حكم رجل يتمتع بسلطات ديكتاتورية هو السيد الحامي أوليفر كرومويل، وقد تثبت انتصار الملكية الدستورية، أي المحدودة، في عام 1688 عندما حصلت ثورة بيضاء تقريباً هي الثورة المجيدة، فأزاحت عن العرش جيمس الثاني آخر ملوك الستيوارت، الذي كان يعتقد أنه يحاول عكس التيار السائد منذ قرن ونصف القرن من أجل أن يعيد توطيد الكاثوليكية في إنكلترا.

بعد ذلك صارت إنكلترا تحكم في الحقيقة من قبل ملاك الأراضي المهيمنين على البرلمان، وكما كانت مصالح الأغنياء الحاكمين في الجمهورية الهولندية موافقة لمصالح الكثيرين من الناس، كذلك كان حكام إنكلترا يرعون المصالح الوطنية بصورة جيدة.

كانت الزراعة هي القطاع الأهم في إنكلترا، لذلك فإن ما يناسب صاحب الأرض والمزارع كان في العادة مناسباً للبلاد أيضاً، كما أن مصالح الفئات الأخرى كالمصرفيين والتجار مثلاً لم تهمل؛ مع أنهم كانوا يتذمرون من سياسات الحكومة إلا أنها كانت عادة تأخذ آراءهم بعين الاعتبار.

وبالتدريج صار الإنكليز المتعلمون وغير المتعلمين على حد سواء يشعرون بوجود ارتباط طبيعي بين المزايا الجلية التي يتمتعون بها، من حرية شخصية ومساواة أمام القانون وبروتستانتية وحماية من الملكية المطلقة من جهة، وبين نمو ثروات البلاد من جهة أخرى، ورغم حصول الكثير من النكسات بعد عام 1660 فإن أكثر الإنكليز كانوا مرتاحين ومؤيدين للدستور ولفكرة الملكية المحدودة.

منذ القرن الثامن عشر كان الكثيرون من الأوروبيين معجبين بإنكلترا، أولاً لأنها ليست ملكية استبدادية، بل خاضعة لحكم ممثلين منتخبين وأرستقراطيين، ولو أن أصحاب الأراضي كانوا هم الذين يختارون أولئك الممثلين. وثانياً لأن الإنكليز كانوا يتمتعون بحريات أكبر بكثير في حياتهم الخاصة، فلم يكن من الشائع أن يسجن الأشخاص من دون محاكمة، ولا أن تدخل بيوتهم وتفتش من دون مذكرة قاضي.

صحيح أن الطبقات كانت هامة جداً في المجتمع الإنكليزي، ولكن النبلاء الكبار قد يمثلون للمحاكمة إذا ما ارتكبوا جرماً، مثلهم مثل أي إنسان آخر، هذه الأشياء التي كان الأوروبيون يستغربونها ويعجبون بها كان سببها هي أيضاً أن إنكلترا يحكمها أصحاب الأراضي الذين يعتقدون أن أفضل طريقة لحماية أنفسهم هي أن يدعموا امتيازاتهم بقوانين لايمكن أن يغيرها إلا البرلمان.

وهكذا صار الحكم الدستوري مرتبطاً بواحدة من القوى العظمى كحقيقة إيديولجية في الحياة الدولية.

مواضيع جديدة في العلاقات الدولية

منذ القرن السابع عشر كانت مواضيع النزاع بين الدول الأوروبية قد بدأت بالتغير قليلاً، لقد كان جوهر الصراعات الكبيرة بين سلالة الهابسبرغ من جهة، وسلالتي الفالوا ثم البوربون في فرنسا من جهة أخرى، هو الهيمنة على إيطاليا ثم على ألمانيا.

وقد زاد الدين الأمور تعقيداً في الحالة الثانية، حيث صار الأمراء البروتستانتيون يتطلعون إلى حماية فرنسا الكاثوليكية ضد أباطرة الهابسبرغ الكاثوليك. كما تداخلت هذه الصراعات كلها بالصراع بين الإنكليز والإسبان، الذي ازداد حدة بسبب الدين، والذي غذته المنافسة بين الاثنين في العالم الجديد والخوف من سيطرة إسبانيا على الأراضي الواطئة، فضلاً عن الثورة الهولندية.

كانت هذه الصراعات في البداية إذاً صراعات بين السلالات ومقتصرة على القارة الأوروبية، ولكنها اكتسبت قبل عام 1700 بعداً جغرافياً أوسع وبعداً إيديلوجياً جديداً أيضاً، ويبدو الآن أن البعد الجغرافي ذا أهمية خاصة، لأن الحروب التي خيضت بين عامي 1500 و 1800 قد امتدت إلى كافة أنحاء الكرة الأرضية، وبلغت بقاعاً تبعد آلاف الأميال عن البلاد التجارية، وإن أكبر الحروب العالمية التي جرت في الأزمنة القديمة لتبدو ضئيلة جداً بالقياس إلى نطاق هذه الحروب الجديدة.

وكان تلك أيضاً بداية عصر طويل، استمر على الأقل حتى عام 1917 صارت فيه الصراعات بين الأوروبيين ترسم مصائر الملايين من أبناء الشعوب السوداء والسمراء والصفراء التي لم تكن قد سمعت يوماً بباريس أو بلندن.

ولاريب أن بعض أسباب هذا التطور قد باتت الآن واضحة، مثل سيطرة الأوروبيين المتزايدة على البحار، ونشاطهم الاقتصادي في كافة أنحاء العالم، والمزايا التقنية التي صاروا يتمتعون بها على غير الأوروبيين. لقد مكنتهم هذه الأمور من اختراع كيانات جديدة، هي الإمبراطوريات الممتدة عبر المحيطات والمعتمدة على الاتصالات البحرية، وكان من المحتم أن يؤدي هذا إلى صراعات بين تلك الأمم الأوروبية الضارية في كل ركن من أركان الأرض.

تعود جذور هذه الصراعات بالدرجة الأولى إلى نمو التجارة، التي كانت كما قال وزير فرنسي للويس الرابع عشر " سبب نزاع دائم في الحرب وفي السلم بين أمم أوروبا" فطوال قرنين تقريباً راحت كل من إسبانيا والبرتغال والمقاطعات المتحدة وإنكلترا وفرنسا ترسل سفنها وتبني حصونها من أجل الحفاظ على تجارتها مع البلاد التي استملكتها، أو مع الشعوب التي كانت أول من تاجر معها من بين أهل أوروبا. وإن سواحل هذه البلاد الأوروبية قد منحتها مصائر مختلفة عن مصائر دول أوروبا الوسطى البعيدة عن البحر وعن دول البحر المتوسط، وكان العالم الجديد في الأمريكيتين هو المسرح الأساسي للمنافسات فيما بينها إلا أنه لم يكن بالمسرح الوحيد.

إمبراطوريات المحيطات

كان البرتغاليون والإسبان أول من بدأ ببناء الإمبراطوريات عبر المحيطات، وقد اتفقوا فيما بينهم على اقتسام كل أرض جديدة يكتشفوها في أي بقعة من بقاع العالم من دون أن يستشيروا أحداً، ولو أن البابا قد سمح لهم فيما بعد بضم أي أرض ليست ملكاً لأمير مسيحي.

وقد عقدوا في عام 1494 اتفاقية رسمت خطاً شمالياً جنوبياً على بعد 370 فرسخاً إلى الغرب من جزر الآزور الواقعة في المحيط الأطلسي، وكان الفرسخ يساوي عادة حوالي خمسة كيلومترات، ونص عل أن كل ما يقع على الغرب من هذا الخط سوف يكون لإسبانيا، وكل ما يقع إلى الشرق منه سوف يكون للبرتغال، وهكذا ضمت البرتغال إليها البرازيل لأنها واقعة في الطرف الشرقي، فكانت هي الجزء الوحيد الذي استملكته من العالم الجديد.

ثم عقدوا في عام 1529 اتفاقية ثانية رسمت خطاً جديداً يقع على بعد 297.5 فرسخاً إلى الشرق من جزر ملوك البرتغالية (إندونيسيا الحالية) وأعطت جميع الأراضي الواقعة على طرف المحيط الهادي من هذا الخط لإسبانيا، وجميع الأراضي الواقعة إلى الغرب منه للبرتغال ماعدا جزر الفيليبين التي احتفظت بها إسبانيا فكانت النتيجة الإجمالية لهاتين الاتفاقيتين أن العالم الجديد المؤلف من الأمريكتين قد صار لإسبانيا، بينما آلت الهند والمحيط الهندي وجزر التوابل إلى البرتغال.

ويعكس هذان العالمان إلى حد ما نوعين مختلفين من التوسع الإمبراطوري، فقد اتخذ الأوروبيون أمريكا منذ البداية أرضاً للاستيطان، مع اهتمامهم بالمتاجرة معها وبمنتوجاتها الفريدة، بينما كانت إمبراطورية البرتغال بالدرجة الأولى إمبراطورية تجارية وليست استيطانية باستثناء ساحل البرازيل.

واستمرت الأمور على هذه الصورة لزمن طويل، فكان الأوروبيون يذهبون إلى الأمريكتين بأعداد متزايدة طوال قرون ثلاثة، ولكن قليلون منهم من استقروا في آسيا وإندونيسيا، وحتى الذين استقروا كانوا في العادة مزارعين أو مقيمين إقامة طويلة ولكنهم راغبون بالعودة إلى بلادهم ذات يوم بعد أن يجمعوا ثرواتهم، لهذا لم يكن صراع الأوروبيين في الشرق الأقصى وفي الطرق الأفريقية المؤدية إليه صراعاً على الأراضي، بل على المرافئ والمحطات التي كانوا يتاجرون فيها مع أهل البلاد الأصليين، وكان لابد لهم من احترام الحكام المحليين الذين سمحوا لهم بتأسيس محطاتهم تلك، ولم يكن التوسع الأوروبي في آسيا في مراحله الأولى عادة عن طريق الغزو بل عن طريق الدبلوماسية والتفاوض.

كان الشرق في القرن السادس عشر خاضعاً لهيمنة البرتغاليين، وكان ملكهم قد منح نفسه لقباً فخماً هو "سيد الفتوحات والملاحة التجارية في الحبشة وبلاد العرب وفارس والهند" وإلى الجنوب من جزر الرأس الأخضر كابوفرده كانوا يحتكرون التجارة حتى المحيط الهندي ومنه إلى جزر التوابل.

فكانوا يحملون البضائع بين بلاد آسيا، مثل السجاد الفارسي إلى الهند، وكبش القرنفل من جزر ملوك إلى الصين، والقماش الهندي إلى سيام (تايلاند) وقد تغلبوا على منافسيهم العرب من قواعدهم عند مدخل البحر الأحمر والخليج الفارسي. وكان هذا كله يرتكز على قوتهم البحرية وعنايتهم الكبيرة بعلاقاتهم الدبلوماسية بالحكام المحليين، فوضعوا بذلك نمطاً سار عليه الأوروبيون في المحيط الهادي وآسيا طوال القرنين التاليين.

إلا أن البرتغاليين فقدوا هيمنتهم هذه عند نهاية القرن السادس عشر عندما أزاحهم الهولنديون وأسسوا شركة للهند الشرقية في عام 1602 بهدف الحلول محلهم في تجارة التوابل مع أوروبا وهي غنيمة ثمينة، وقد نجحوا في مسعاهم هذا بمهارة وقسوة كبيرتين، وما إن أزاحوا البرتغاليين حتى راحوا يقاتلون الإنكليز بشراسة لإبعادهم عن جزر التوابل، ونجحوا في هذا الأمر أيضاً نجاحاً كبيراً، وهكذا كانوا في عام 1700 قد بسطوا هيمنتهم على كافة إندونيسيا الحالية.

وفي هذه الأثناء كان قد ظهر عدد من المحطات الإنكليزية المتفرقة حول سواحل الهند، تمتد من غجرات حتى كلكوتا، بينما احتفظ البرتغاليون ببعض محطاتهم الأقدم في شبه القارة، وكان للفرنسيين والدنمركيين أيضاً مواطئ أقدام فيها.

ويمكنك ملاحظة الاهتمام المتزايد للأوروبيين بشؤون الأراضي الواقعة خارج قارتهم من خلال محطات زمنية ثلاث. فإذا بدأت بمعاهدات السلام التي عقدت كما رأيت في فستفاليا في عام 1648 لم تجد فيها كلمة واحدة عن الشؤون غير الأوروبية. ولكن بعد أقل من ثلاثين سنة أي في عام 1667 كانت معاهدة بريدا بين الإنكليز والهولنديين الفرنسيين مهتمة بالشؤون الخارجية (خارج أوروبا) مثل اهتمامها الشؤون الداخلية (داخل أوروبا)، وكانت تلك نهاية الحرب الثانية من حروب بحرية ثلاث بين إنكلترا والمقاطعات المتحدة حول التجارة.

وبعد سبعين سنة من ذلك أي في عام 1739، خاضت المملكة المتحدة وإسبانيا حرباً حول مسألة لاعلاقة لها بأوروبا، هي حرب أذن جنكيز، فكانت تلك أول حرب تنشب بين دولتين أوروبيتين بسبب مسألة خارجية، ويمكننا اعتبارها خاتمة مرحلة مابرحت أهمية الشؤون البعيدة تنمو فيها حتى أصبحت مساوية في نظر الدبلوماسيين لأهمية الشؤون الأوروبية المألوفة.

لقد حدثت حرب أذن جنكيز لأن البحارة الإنكليز كانوا يحاولون منذ عقود عديدة أن يخترقوا التجارة مع المستوطنات الإسبانية، وأن ينالوا منها أكثر مما يحق لهم بحسب المعاهدات المعقودة، فكانت الأساطيل الإسبانية تحاول القبض عليهم، وعندما تنجح في ذلك كان تعاملهم معاملة قاسية وهكذا فقد القبطان جنكيز أذنه على زعمه، وكان النزاع يدور حول غنيمة ثمينة، هي الحق ببيع البضائع لسكان الإمبراطورية الإسبانية.

كان الإسبان يرغبون بالاحتفاظ باحتكارهم لتلك التجارة، ولكن حاجتهم لدعم مصالح الهابسبرغ في أوروبا كانت دوماً تعيقهم عن إحراز هذه الغاية وتضطرهم لإبقاء قواهم مقسمة، فلم تكن إسبانيا قادرة على التخلي عن إمبراطوريتها عن المستوطنات لأنها معتمدة على مواردها، وفي الوقت نفسه، لم تكن قادرة على الحد من ثرواتها في المشاكل المكلفة التي كانت سلالة الهابسبرغ متورطة بها في أوروبا.



التنافس بين الإمبراطوريتين الإنكليزية والفرنسية

لقد كانت أوضاع الإنكليز أفضل من الإسبان، صحيح أنهم كانوا متورطين في أوروبا ولكن تورطهم لم يبلغ تلك الدرجة من العمق، ثم إن إنكلترا قد اتحدت باسكتلندا في عام 1707، فأصبحت بذلك الجزيرة كلها دولة واحدة، ولم تعد تخشى أن تغزى عبر حدودها البرية.

وكان مرسوم الوحدة في ذلك العام معلماً هاماً لا من الناحية الدستورية فقط، بل أيضاً لأنه مرحلة هامة في النزاع الطويل بين إنكلترا وفرنسا، الذي صار الآن متداخلاً بالمشاكل بين إنكلترا وإسبانيا.

عندما حدثت الثورة المجيدة كما ذكرنا في عام 1688، وأزاحت الملك جيمس الثاني عن العرش، وكان آخر ملوك الستيوارت في إنكلترا، حل محله ويليام الهولندي (ويليام أوف أورانج) وزوجته الملكة ماري ستيوارت ابنة الملك السابق، فصارت إنكلترا عندئذٍ تساند الهولنديين ضد لويس الرابع عشر بعد أن كان هؤلاء أعداءها اللدودين منذ سنوات قليلة فحسب.

ثم اندلعت بعد ذلك حروب عديدة كانت أهمها هي حرب الخلافة الإسبانية فقد مات ملك إسبانيا، وهو من سلالة هابسبرغ في عام 1701 من دون أن يخلف وريثاً للعرش، وكان لكل من فرنسا والنمسا ادعاءات بتاج إسبانيا، وهو بلاريب غنيمة كبيرة، وكانت فرنسا مثل إسبانيا مضطرة للقتال في أوروبا كما في البحر، حيث كان لويس الرابع عشر في حالة حرب ضد تحالف ترأسه ملكية هابسبرغ.

لقد انتهت حرب الخلافة الإسبانية في عام 1713 بصلح أوترخت الذي قسم الخلافة الإسبانية، فأخذت أسرة هابسبرغ النمساوية الأراضي الواطئة، بينما سمح لأمير فرنسي بأن يصبح ملكاً على إسبانيا وإمبراطوريتها بشرط ألا يتحد تاج إسبانيا بتاج فرنسا أبداً.

وفي نفس الصلح كسبت المملكة المتحدة الكثير من الجزر الكاريبية الفرنسية، وكانت قد بدأت بأخذها من منافسيها منذ خمسينيات القرن السابع عشر، عندما استولى كرومويل على جمايكا من الإسبان بالإضافة إلى جزء جديد من أمريكا الشمالية كئيب ولكنه هام استراتيجياً هو أكاديا، التي سميت الآن نوفا سكوتيا أي اسكتلندا الجديدة، كما كسب البريطانيون الحق بالمتاجرة مع المستوطنات الإسبانية عن طريق إرسال سفينة واحدة في العام إلى بورتوبلو، فكان هذا تنازلاً سوف يستخدمونه مثل إسفين لفتح التجارة بصورة أوسع.

وقد أدى هذا في عام 1739 إلى حرب أذن جنكيز التي سرعان ماتورطت فيها فرنسا وبروسيا من طرف والنمسا وبريطانيا من الطرف الآخر، وقد تحارب البريطانيون والفرنسيون في الهند، حيث كانت شركة الهند الشرقية الفرنسية في أربعينيات القرن الثامن عشر تتدخل في السياسة المحلية تدخلاً حثيثاً من أجل أن تحاول التغلب على منافسيها والتفوق عليهم.

وكان الفرنسيون قد وسعوا نشاطاتهم كثيراً في أمريكا الشمالية أيضاً، حيث أسسوا مرافئ قرب مصب نهر الميسيسيبي، وهو مدخل شبكة الأنهار الهائلة المسيطرة في وسط القارة، وكانت إحدى حملاتهم في بداية القرن الثامن عشر قد اندفعت ضمن هذه المنطقة من الجنوب، بينما نزلت إليها حملات أخرى آتية من منطقة البحيرات الكبرى في الشمال.

شعر المستوطنون البريطانيون المقيمون على الساحل الشرقي حينذاك أنهم باتوا بين فكي كماشة هائلة، وأن الفرنسيين يبغون أن يعزلوهم ويمنعوهم من الامتداد نحو الداخل، ولكن الفرنسيين لم يستقروا في الحقيقة في وادي الميسيسيبي، ولم تكن لهم أراضي ثابتة في الداخل. إلا أنهم كانوا قد بنوا عدداً من الحصون في نقاط إستراتيجية هامة، فكانت هذه بدايات مدن سوف تظهر في المستقبل، مثل سانت لويس في عام 1862، وممفيس في نفس العام، ودوترويت في عام 1701، ونيوأورليانز في عام 1718، كما أنهم سلحوا الهنود وشجعوهم على محاربة البريطانيين، وكان من الواضح أنهم لن يتخلوا عن المناطق الداخلية من دون صراع.

ولم يتوقف القتال في الهند وأمريكا قط رغم عقد صلح صوري جديد في أوروبا في عام 1748، وكانت إسبانيا قد أضحت الآن قوة ثانوية، وقد اندلعت عام 1756 حرب جديدة بين فرنسا وإنكلترا وكان النزاع فيها يدور حول كل من الهند وكندا. وتسمى هذه الحرب حرب السبع سنوات لأن الصلح عقد من جديد في عام 1763، وقد حسم فيها مصير الهند وكندا، كما حسم في الوقت نفسه مصير الأراضي التي كانت بروسيا حليفة البريطانيين والنمسا حليفة الفرنسيين تتنازعان عليها في ألمانيا.

وبلغت الحرب ذروتها بالنسبة لبريطانيا على عهد حكومة كان يرأسها ويسيطر عليها ويليام بت ، الذي يحق له أن يقول أنه أول رجل دولة بريطاني ألم إلماماً تاماً بإمكانيات السلطة الإمبراطورية.

لقد قال بت في ألمانيا أنه يريد كسب كندا عن طريق حمل حلفائه على تطويق الفرنسيين فيها ومنعهم من التوسع، وقد نجح ذلك بالفعل، وكان بعض الإنكليز يرجون أن يأتي الصلح أشد قسوة، ولكنه على كل حال قد ضم كندا إلى بريطانيا، كما جعل الهند آمنة لعمل شركة الهند الشرقية البريطانية. وصارت هناك سلسلة من الجزر البريطانية أضيفت إليها الآن جزر جديدة تطوق البحر الكاريبي بالكامل تقريباً، الذي تكاثرت فيها المستوطنات البريطانية في جمايكا وهندوراس وساحل بليزه.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الفصل التاسع : عالم جديد من القوى العظمى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الفصل الرابع عشر : الحرب العظمى 1914-1918
» الفصل التاسع : أوروبتان
» الفصل التاسع : الكنائس
» الفصل التاسع : الحكام والرعايا
» الفصل التاسع : المبادرة الأوروبية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
kikerzs sport :: المنوعات و المزيد :: التأريخ-
انتقل الى: