kikerzs sport
أهلا بكل الزورار الاعزاء في منتدانا نرجو من حضرتك التسجيل لتكون ضمن اسرة هذا المنتدى الذي يجمع جميع العرب فمرحبا بك و تشرفنا بقدومكم
kikerzs sport
أهلا بكل الزورار الاعزاء في منتدانا نرجو من حضرتك التسجيل لتكون ضمن اسرة هذا المنتدى الذي يجمع جميع العرب فمرحبا بك و تشرفنا بقدومكم
kikerzs sport
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

kikerzs sport

كيكيرس سبورت الرياضي كوورة كل الالوان
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
كيكيرس سبورت الشامل شاهد اقرأ وحمل ستمتع وتمتع ومتع الناس من حولك وتحية لكل الزوار من عائلة المنتدى واعظائه

 

 الفصل السادس : الصين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mohammed kahled
Admin
Admin
mohammed kahled



الفصل السادس :  الصين Empty
مُساهمةموضوع: الفصل السادس : الصين   الفصل السادس :  الصين Emptyالثلاثاء أغسطس 23, 2011 7:55 pm

الصين المغولية


في نهاية القرن الثالث عشر كان المغول قد اكتسحوا الصين كلها، إلا أنها فتنتهم وأسرتهم مثلما أسرت جميع فاتحيها من قبلهم، ولو أن ضربتهم الأولى كانت ضربة قاسية جداً، إذ ربما قتل حوالي ثلاثين مليون إنسان خلال فتحهم لها، أي أكثر من ربع عدد سكانها في عام 1200م. وعلى عهد قبلاي وهو آخر الخانات الكبار، نقلت الإمبراطورية المغولية مركزها من السهوب إلى بكين، ويمكننا اعتبارها منذ ذلك الحين إمبراطورية صينية لا مغولية، كما اتخذ قبلاي لقباً سلالياً في عام 1271، وانقطع عن نمط حياة السهوب التي طالما تشبث بها قومه، وخفف من ريبته بالحضارة وإنجازاتها. وسوف يمضي حياته كلها في الصين تقريباً، ولو أن معرفته باللغة الصينية ظلت ضعيفة. وقد استسلم أتباعه لثقافة الصين رويداً رويداً، بالرغم من ارتيابهم بطبقة الإداريين العلماء في البداية، والحقيقة أن الصين قد غيرت المغول بأكثر مما غيروها هم، وهكذا نشأت الإمبراطورية الرائعة التي تحدث عنها ماركو بولو بإعجاب كبير.

إلا أن المغول قد سعوا للبقاء منفصلين عن أهل البلاد الأصليين، فمنعوهم من تعلم المغولية ومن التزاوج بهم ولم يسمحوا لهم بحمل السلاح، وكانوا يفضلون استخدام الأجانب بدلاً من الصينيين في الإدارة كلما وجدوا إلى ذلك سبيلاً، وهو أسلوب تجد نظيراً له في الخانيات الغربية للإمبراطورية المغولية، فقد عمل ماركو بولو ثلاث سنوات في إدارة الخان الكبير، وكان رئيس المكتب الإمبراطوري لعلم الفلك نسطورياً، وكان المسلمون من مقاطعة ما وراء النهر جيحون يديرون مقاطعة يونان. كما أن المغول علقوا نظام الامتحان الرسمي لبضع سنوات، وربما كان مسلكهم هذا بسبب استمرار عداوة الصينيين للمغول خاصة في الجنوب. إلا أن إنجازات المغول كانت باهرة حقاً، وإن توحيد الصين قد أبرز من جديد قوتها العسكرية والدبلوماسية الكبرى، ولم يكن فتح الجنوب التابع لسلالة السونغ بالأمر اليسير، ولكنه عندما اكتمل في عام 1279 ضاعف موارد قبلاي بأكثر من مثلين، فجمع هذا أسطولاً ضخماً وراح يعيد بناء دائرة نفوذ الصين في آسيا، فغزا فيتنام في الجنوب واستولى على هانوي ثلاث مرات، كما احتلت بورما لفترة من الزمن بعد موته. ولكن الحقيقة أن هذه الفتوحات لم تدم زمناً طويلاً، إذ لم تبق هذه البلاد تحت الاحتلال بل صارت تدفع الجزية بدلاً من ذلك.

وكان النجاح في جزيرة جاوه بإندونيسيا محدوداً أيضاً، فرغم أن سفن الصين قد رست فيها وأخذت العاصمة في عام 1292، فإنها عجزت عن الاحتفاظ بها، وكانت اليابان هي البلد الوحيدة التي فشلت محاولات المغول لغزوها فشلاً تاماً. أما التجارة البحرية مع الهند وشبه الجزيرة العربية والخليج الفارسي التي ابتدأت على عهد السونغ فقد ازدادت تطوراً وازدهاراً.

ولما كان نظام المغول قد عجز عن الاستمرار فلا يمكننا في المحصلة أن نعده نظاماً ناجحاً، ولكن لابد لنا من ذكر بعض مناقبه، والحقيقة أنه قد أتى بتطورات إيجابية كثيرة خلال قرن واحد أو أكثر بقليل. فقد ازدهرت التجارة الخارجية ازدهاراً لا سابق له، ويقول ماركو بولو أن الخان الكبير كان يطعم بهباته السخية فقراء بكين، ونحن نعلم أنها كانت مدينة كبيرة. وتروق لنظرة الإنسان الحديث أيضاً معالجة المغول لأمور الدين، فهم في الحقيقة لم يعرقلوا سبيل أحد في التبشير بدينه ماعدا المسلمين، فشجعوا الطاوية والبوذية، وأعفوا الأديرة البوذية مثلاً من الضرائب، واقتضى هذا بالطبع فرض ضرائب أشد على غيرهم كما هي الحال دوماً حين تؤيد الدولة ديناً ما، فكان الفلاحون يدفعون ثمن التبشير الديني. إلا أن القرن الرابع عشر قد شهد سلسلة من الكوارث الطبيعية التي حلت بالإمبراطورية، وأثقل عبؤها من عبء الضرائب التي كان الشعب يرزح تحتها، فما لبثت أن اندلعت مودة جديدة من الثورات في الأرياف، وإن هي إلا العلامة الدالة على تراجع السلالة. وعادت الجمعيات السرية للظهور، واجتذبت إحداها وهي جمعية العمامات الحمر تأييد النبلاء والإداريين معاً، فاستولى أحد قادتها وهو راهب يدعى تشو يان تشانغ على نانكينغ في عام 1356م، وطرد المغول من بكين بعد اثنتي عشر سنة فابتدأت عندئذٍ حقبة المنغ.


لغز حقبة السونغ


يمكننا أن نعزو هذا التطور جزئياً إلى الابتكارات التقنية التي تمت في هذه المرحلة مثل البارود والحروف الطباعية المتحركة والقائم الخلفي للسفينة، والتي تعود كلها إلى حقبة السونغ، وقد كانت هذه الأشياء في الوقت نفسه نتيجة وسبباً للفورة الاقتصادية الكبيرة التي جرت بين القرنين العاشر والثالث عشر، والتي أدت إلى انتقال مركز ثقل الاقتصاد نحو الجنوب ونشوء موانئ جديدة مثل كانتون وفوتشو. ويبدو أن هذا النمو الاقتصادي قد أمن لأكثر الصينيين ارتفاعاً حقيقياً في دخولهم ولفترة طويلة بالرغم من استمرار زيادة أعدادهم، وهي حقيقة مذهلة لأنها أول مرة يتمكن فيها النمو الاقتصادي من تجاوز نمو عدد السكان قبل الأزمنة الحديثة. ولاريب بأن هذا التطور قد هيأ لظهوره اكتشاف واعتماد نوع جديد من الأرز يسمح بتنمية محصولين اثنين في السنة إذا كانت الأرض مروية بشكل جيد، ومحصول واحد من الأراضي المرتفعة التي لا تروى إلا في الربيع. ويبدو من ناحية أخرى أن إنتاج الحديد قد ارتفع ارتفاعاً مفاجئاً أيضاً، إذ تشير إحدى الدراسات إلى أن الصين كانت بعد عام 1066 بسنوات قليلة تنتج كمية من الحديد تعادل تقريباً كل ما كانت تنتجه أوروبا برمتها بعد ذلك بستة قرون، كما أن إنتاج الأقمشة قد عرف هو الآخر تطوراً سريعاً خاصة بعد استخدام أجهزة الغزل التي تعمل بالطاقة المائية، والحقيقة أنه يجوز لنا أن نعتبر هذه الظاهرة التي جرت على عهد السونغ ظاهرة تصنيع واضحة ومتميزة. أما لماذا حدثت ولماذا لم تستمر بعد ذلك فهما سؤالان مازال النقاش حولهما محتدماً.

لقد كان هناك بلا شك دخل جديد في الاقتصاد على عهد السونغ بفضل استثمارات الحكومة في الأشغال العامة، وخاصة في قطاع المواصلات. ولاريب أيضاً أن فترات الراحة الطويلة من الغزوات الأجنبية ومن الفوضى الداخلية قد ساعدت هي الأخرى، ولو أن غياب الفوضى قد يكون نتيجة للنمو الاقتصادي مثلما هو سبب له. ويبدو أن تفسير هذه الظاهرة يكمن في توسع الأسواق ونهوض اقتصاد مالي يدين للعوامل المذكورة سابقاً، ولكنه يرتكز بالأساس على ارتفاع الإنتاجية الزراعية. فطالما كانت هذه الإنتاجية أكبر من زيادة عدد السكان كانت الأمور تسير على مايرام. وقد توفر رأس المال اللازم لتشغيل المزيد من الأيدي العاملة ولاستغلال التقنية عن طريق الاستثمار في الآلات، وارتفعت الدخول ارتفاعاً حقيقياً. إلا أن هذا التوسع الاقتصادي لم يستمر، ومن الصعب أن نعرف السبب، فيبدو أن الدخول الحقيقية المتوسطة في الصين ظلت ثابتة طوال خمسة قرون تقريباً وأن نمو الإنتاجية كان يجاري نمو السكان من دون أي يسبقه، ثم بدأت الدخول بالهبوط، وما برحت تهبط حتى صار الفلاح الصيني في بداية القرن العشرين أشبه ما يكون برجل تغمره المياه حتى عنقه وتكفي أضعف الموجات لإغراقه


الفصل السادس :  الصين Chp6-6


أراضي أسرة السونغ

ولم تتطور الصين بعد النجاحات التي أحرزتها على أيام السونغ لتعطي مجتمعاً دينامياً وتقدمياً، فبالرغم من اختراع الطباعة بقيت جماهيرها أمية حتى القرن العشرين، ولم تنتج المدن الكبيرة في الإمبراطورية رغم ضخامتها ونشاطها التجاري الواسع لا الحرية والحصانات التي حمت الناس والأفكار في أوروبا، ولا الحياة الثقافية والفكرية التي قلبت الحضارة الأوروبية في النهاية، والشيء الأهم هو أنها لم تحفز كما يبدو على الشك الفعال بالنتظام السائد. حتى في مجال التقنية الذي حققت فيه الصين إنجازات كثيرة وسريعة تجد فجوة كبيرة بين خصب أفكارها وضعف قدرتها على إحداث التغيرات الجذرية. لطالما أظهر الصينيون قدرة عظيمة على الابتكار، ولكن منذ أن انتهت أزمنة الدجو صار ارتفاع الإنتاج يعتمد على توسيع الأراضي الزراعية وإدخال المحاصيل الجديدة وليس على التطور التقني. لقد كانت التحف الفنية تسبك من البرونز منذ الألف الثانية ق.م. كما كان الصينيون يسبكون الحديد قبل الأوروبيين بألف وخمسمائة سنة، ولكنهم لم يكتشفوا الإمكانيات الهندسية لتقاليد التعدين القديمة هذه حتى عندما ارتفع إنتاج الحديد لديهم ارتفاعه المذهل. وكانوا يحرقون ما سماه ماركو بولو نوعاً من الحجر الأسود عندما رحل إلى هناك قرب نهاية القرن الثالث عشر، وما هو إلا الفحم، ولكنهم لم يخترعوا المحرك البخاري، وكان بحارتهم يعرفون البوصلة المغناطيسية منذ أزمنة السونغ وقد أرسلوا حملاتهم البحرية إلى أندونيسيا والخليج الفارسي وعدن وشرق أفريقيا في القرن الخامس عشر، إلا أن الهدف منها كان إبهار تلك البلاد بقوة الصين، وليس جمع المعلومات والخبرات من أجل القيام بالمزيد من الرحلات الاستكشافية الأبعد، وسرعان ما أحجموا عن حملاتهم تلك على كل حال.

ويمكننا أن نسرد حالات أخرى كثيرة مثل هذه تشير كلها إلى الفكرة ذاتها، ربما كان السبب هو نجاح الحضارة الصينية في سعيها نحو أهداف مختلفة، ألا وهي ضمان الاستمرارية ومنع التغير الجذري، فالإدارة والنظام الاجتماعي لم يكونا يشجعان المبتكر، وحتى عائلات التجار كانت تكتفي أثناء فترات الازدهار بالاندماج ضمن الطبقة الإدارية. وكان الصينيون فخورين بتقاليدهم الكونفوشية ومطمئنين إلى الموارد الغنية لبلادهم وبعيدين عن العالم الخارجي، لذلك كان من الصعب عليهم أن يتعلموا منه، ولكن هذا لا يعني أنهم لم يكونوا متسامحين، فلطالما مارس عندهم اليهود والمسيحيين النساطرة والفرس والزرادشتيون والعرب المسلمون دياناتهم بحرية، بل إن هؤلاء الأخيرين قد نجحوا في هداية بعض الصينيين فخلقوا في الصين أقلية مسلمة مازالت مستمرة حتى اليوم، وقد كثرت الاتصالات بالغرب أيضاً على عهد المغول، إلا أن هذا التسامح الرسمي لم يؤد قط إلى جعل ثقافة الصين واسعة التقبل للتأثيرات الأجنبية.

الصين الكلاسيكية


إلا أن هذا التمزق المتكرر لم يمنع حكام الصين وحكماءها وحرفييها من الوصول بحضارتهم إلى ذروتها خلال الألف سنة التي جاءت بعد استهلال عهد التانغ (618)م. ويعتبر البعض أن العصر الكلاسيكي للصين كان في القرنين السابع والثامن، أي على عهد التانغ أنفسهم، بينما يراه البعض الآخر في عهد سلالة السونغ التي أتت بعدهم. وتعكس حضارة التانغ تأثير اتصالات الصين بالعالم الخارجي، خاصة بآسيا الوسطى، وكانت العاصمة عندئذٍ في مدينة شانغ آن الواقعة على نهاية طريق الحرير في مقاطعة شنسي الغربية، ويعني اسم شانغ آن " السلام المديد"، وإليها كان يأتي الفرس والعرب وشعوب آسيا الوسطى، فجعلوها واحدة من أكثر المدن عالمية على الأرض. وكانت فيها كنائس نسطورية ومعابد زرادشتية ومساجد إسلامية، وتدل الأشياء الباقية منها على أنها ربما كانت أفخم وأروع عاصمة في أيامها، كما تبين مصنوعاتها تذوق الصينيين للأساليب الفنية الأجنبية، فقد كانوا يقلدون أشغال الفضة الإيرانية مثلاً، وتجد فيها أيضاً الكثير من التماثيل الفخارية للخيالة والجمال المحملة بالبضائع، وهي صورة حية لحياة آسيا الوسطى تدور في شوارع شانغ آن، التي كانت أشبه ما تكون بمستودع تجاري كبير. وكثيراً ما كانت تلك التماثيل تلون بطلاء الميناء المنوعة الجديدة التي ابتكرها خزافو التانغ والتي قلدها الحرفيون الآخرون حتى في اليابان وبلاد الرافدين. إن هذه الحرف اليدوية وتلك الحركة التجارية النشيطة قد شجعها وجود البلاط، وتكشف لك الرسوم التي وجدت في المدافن شيئاً من حياة أرستقراطية البلاط. فترى الرجال مسترخيين في الصيد يصحبهم خدامهم الآتين من آسيا الوسطى، بينما تظهر النساء بتعابير وجه خاوية وملابس فاخرة، وخادماتهن يحملن لهن المراوح وعلب التجميل وحكاكات الظهر وسواها من أدوات المخدع، وكانت السيدات الكبيرات في عصر التانغ يفضلن موضات آسيا الوسطى التي أخذتها من خادماتهن البيتيات.


الفصل السادس :  الصين Chp6-5


بلاد التانغ

إلا أن تاريخ المرأة في الصين يبقى أمراً غامضاً مثل نواح كثيرة في تاريخ هذا البلد الذي لاتكاد وثائقه تهتم إلا بالثقافة الرسمية، كان حياة النساء على الأرجح حياة شاقة، ولا تسمع عنهن الكثير حتى في الأدب ماعدا بعض القصائد وقصص الحب الحزينة. ويفترض أنهن يشكلن حوالي نصف عدد السكان، أو ربما أقل من النصف بقليل، لأن العائلات الفقيرة كانت تعرض طفلاتها للموت في الأزمنة العصيبة. وتدل هذه الحقيقة دلالة قوية على المنزلة المتدنية للمرأة في الصين حتى الأزمنة الحديثة، ثم أن هناك عادة أخرى هي عادة ربط قدمي البنت ومنعما من النمو لأنهم كانوا يحبون القدم الصغيرة عند المرأة، وكان هذه العادة تسبب تشوهات قبيحة قد تجعل السيدة النبيلة عاجزة عن المشي، وكانت النساء الصينيات معرضات للقمع الشديد حتى بالقياس إلى الشعوب البربرية ذات العادات الوحشية، وقد استمر هذا القمع حتى القرن العشرين، وكانت الفلاحات يقمن بالجزء الأكبر من العمل الشاق في الحقول، وحتى نساء الطبقات العليا لم يكن يتمتعن بقدر كبير من الحرية.
ولانذكر الثقافة الرسمية في الصين سكان المدن أيضاً، وهم يشكلون حوالي عشرة بالمئة من سكان البلاد، لقد كانت بعض مدن الصين أكبر المدن في العالم، ويقال إن شانغ آن كانت تضم مائتي مليون نسمة عندما كانت عاصمة للتانغ، ولم يكن في أوروبا كلها مدينة بمثل هذا الحجم، أما كانتون وبكين المعاصرتان لها فكانتا أكبر حتى من هذا وكانت المجتمعات التي تعيش في هذه المدن الضخمة تزداد تعقيداً وتطوراً بصورة مستمرة، وقد أمن تطورها البيئة اللازمة لازدهار التجارة. والحقيقة أن أول عملة ورقية قد صدرت في الصين في عام 650 م، وولد هذا الازدهار في التجارة حاجات جديدة منها الحاجة للأدب، الذي تطور وخرج عن قيود النماذج الكلاسيكية وصار يكتب بأسلوب عامي أيسر بكثير من اللغة الكلاسيكية المعقدة. وهكذا انتجت حياة المدن رويداً رويداً ثقافة بديلة عن الثقافة الرسمية، ولما كانت مكتوبة فهي تتيح لك أن ترى للمرة الأولى شيئاً عن الحياة غير الرسمية في الصين. وقد مكن اختراع الورق من إشباع الحاجة الشعبية المتزايدة، وفي عام 700م جاء أيضاً اختراع الطباعة، التي تعود أصولها إلى صنع الأختام الحجرية في عهد سلالة الهان. وبعد ذلك صارت الطباعة تتم باستخدام كليشيهات خشبية، ثم ظهرت الحروف المتحركة في القرن الحادي عشر ميلادي، وسرعان ماراحت الكتب تطبع وتنشر في الصين بأعداد كبيرة، وذلك قبل أن تظهر في أي بلد آخر بزمن طويل.

عندما نشبت الثورة في عام 756 م تمزقت ثقافة شانغ آن، ولم تتعاف من بعدها قط، وقبل سنتين كانت قد تأسست أكاديمية إمبراطورية للآداب، ولن تظهر مؤسسة شبيهة بها في أوروبا إلا بعد حوالي تسعمائة سنة، أما في عصر السونغ فقد ظهر المزيد من الأعمال الخزفية البديعة، وتتميز أشكالها الأولية، أي في المرحلة الشمالية من تاريخ السونغ، بالأسلوب التقليدي المزخرف والملون، بينما صار حرفيو الجنوب يفضلون الأشكال البسيطة ذات اللون الواحد. واللافت أنهم ارتبطوا بتقليد قديم آخر هو الأشكال التي ابتكرها سباكو البرونز الكبار في العصور الأبكر، أما في التصوير فقد بلغ على عهد السونغ ذرى أعلى حتى من فن الخزف العظيم، وكان موضوعه الأسمى هو تصوير الطبيعة. إلا أن أكثر ما يبهرنا في حقبة السونغ إنما هو التبدل السريع والعجيب الذي جرى خلالها في مجال الاقتصاد.



قصة السلالات اللاحقة


كانت الحضارة الصينية قد حققت إنجازات باهرة عندما ولجت مرحلة نضج جديدة في عام 618 م، وإن طريقة لوصف تطورها خلال الألف سنة التالية هي نفسها التي اتبعناها في وصف القرون الثمانية المنصرمة، أي ضمن الإطار الشكلي المكون من تعاقب السلالات. بعد نهاية عصر الهان حلت الفوضى بأرض الصين وأدت إلى تمزقها طوال ثلاثمائة وخمسين سنة، ثم جاءها قائد عسكري يمتزج في عروقه الدم الصيني بالدم البربري فأعاد توحيدها في عام 581 م، وأسس سلالة السوي التي لم تدم أكثر من ثلاثين عاماً تقريباً، ومالبث أن استولى على العرش قائد عسكري آخر متحدر من أصول مختلطة أيضاً، فاستهل سلالة التانغ التي استعادت الصين على عهدها وحدتها لثلاثة قرون ونصف القرن تقريباً، ثم مرت مرحلة ثانية من الفوضى، ولكنها هذه المرة لم تستمر إلا خمسين عاماً، قبل أن ترتقي إلى العرش الإمبراطوري سلالة السونغ في عام 960م. ورغم أن السونغ ضيعوا سيطرتهم على شمال الصين عندما انتزعته منهم شعوب من منشوريا في القرن الثاني عشر، فقد بقوا متمسكين بالجنوب حتى عام 1279 م، وفي ذلك العام جاء قبلاي خان حفيد جنكيز خان فأتم فتح المغول للصين، واتخذ اسماً صينياً لسلالته هو يوان، وقد حكم خلفاؤه البلاد من العاصمة الجديدة بكين حتى عام 1368م، عندما حلت محلهم سلالة أسسها ثائر صيني من العامة هي سلالة المنغ التي استمرت حتى عام 1644م.

إن ثمة خطوطاً هامة تمتد عبر هذه المراحل المتعاقب من النظام والفوضى، وأحد تلك الخطوط هو تاريخ السكان، لقد تحولت الكتلة السكانية نحو الجنوب أثناء مرحلة التانغ، ومنذ ذلك الحين صار أكثر الصينيين يعيشون في وادي نهر اليانغ تسي كيانغ بدلاً من سهل النهر الأصفر القديم. وكانوا يؤمنون غذاءهم عن طريق تدمير غابات الجنوب واستغلال الأراضي الجديدة من أجل زراعة الأرز، كما توفرت محاصيل جديدة أيضاً. وقد سمحت هذه التطورات بنمو في عدد السكان تسارع أكثر على عهدي المغول والمنغ، وربما تضاعف عدد السكان خلال القرنين التاليين من 80 مليوناً في القرن الرابع عشر حتى صار عدد رعايا الإمبراطورية حوالي 160 مليوناً في عام 1600م وكان هذا عدداً هائلاً بالقياس إلى أعداد السكان في البلاد الأخرى.

مع تزايد عدد السكان صارت كل الأراضي القابلة للزراعة مسكونة، وصارت تزرع بصورة تزداد كثافة، وتنقسم إلى بقع أصغر فأصغر، كما ازدادت أعداد الفلاحين الذين لا يملكون أرضاً. وكان المنفذ الوحيد من فك المجاعة هو الثورة، وعندما تبلغ الثورة مبلغاً من الشدة والنجاح فقد تحظى بدعم النبلاء والإداريين، سواء كان ذلك بدافع الحذر منها أو بالتعاطف معها وعندئذٍ تكون نهاية السلالة على الأبواب. تقول التعاليم الكونفوشية إن الثورة خطأ إذا كان الحاكم ملكاً بحق، ولكنها تقول أيضاً إن الحكومة التي تسبب ثورة الشعب وتعجز عن السيطرة عليها يتوجب استبدالها، لأنها تكون بحكم ذلك حكومة غير شرعية. وعلى هذه الصورة ظل ضغط السكان قوة محركة أساسية في تاريخ الصين لقرون طويلة، ولو أنها لم تكن تتبدى للسلطات إلا بصورة مقنعة وغير مباشرة، أي عندما تدفع المجاعة الناس إلى الثورة. ثم إن الصين عرفت خطراً آخراً أوضح من هذا كان يهاجمها من الخارج، لقد كانت الصين قوة عالمية كبرى فكرت بيزنطة بالتحالف معها، كما أنها أرسلت جيوشاً لمحاربة العرب واستقبلت سفراء من هارون الرشيد، ولكن مشكلتها كانت في الأساس مثل مشكلة روما، أي وجود حدود طويلة للغاية يقبع وراءها البرابرة. وقد ضعف نفوذ سلالة التانغ على هؤلاء البرابرة عندما خضعت آسيا الوسطى للإسلام، كما وجد أباطرة التانغ اللاحقون مثل أباطرة الرومان من قبلهم، أن الاعتماد على الجيش قد يكون أمراً خطيراً. وحدثت على عهدهم المئات من الثورات العسكرية، ومهما كانت تلك الثورات قصيرة فإنها كانت تخلف آثاراً مضاعفة، لأنها تمزق الإدارة وتخرب ترتيبات الري التي يعتمد عليها إنتاج الغذاء، فتقوض بالتالي السلام والأمن في الداخل.

وعجز التانغ في النهاية عن حماية حدودهم من الغزوات، كما حلت بهم اضطرابات كبيرة في الداخل، فانهاروا في القرن العاشر، وتفككت الصين من جديد في فوضى سياسية عارمة، ولكن إدارتها ومؤسساتها الاجتماعية تمكنت من تسيير الأمور في البلاد عبر هذه الفوضى بفضل استمراريتها وقدرتها العجيبة على التعافي. والحقيقة أنه كلما تبدلت سلالة من السلالات كان ورثة سلطتها ولو أتوا من الخارج يتكلون على الإداريين القلائل الشاغلين لمناصبهم، فكان هؤلاء يضعون في خدمة كل حكومة القيم الثابتة للنظام الكونفوشي. وعلى هذه الصورة سهلت تعاليم كونفوشيوس تغيير السلالة من دون المساس بالقيم والبنية العميقة للمجتمع، وكان محتماً على السلالة الجديدة أن تعتمد على الإداريين، وأن تستمدهم من طبقة النبلاء أيضاً، ولكن الإداريون بدورهم قادرين على تسيير الأمور إلا بما يرضي الوجهاء المحليين عندما تكون الحكومة المركزية ضعيفة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الفصل السادس : الصين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الفصل الثاني : الصين القديمة
» الفصل الثاني : الصين القديمة
» الفصل الثاني عشر : آسيا في العصر الأوروبي الصين
» الفصل السادس : الامبراطورية
» الفصل السادس : آشوكا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
kikerzs sport :: المنوعات و المزيد :: التأريخ-
انتقل الى: