في هذه الأثناء، حصل في شهر آب/أغسطس 1991 محاولة لإزاحة نظام غورباتشوف بالقوة، ورغم أنها فشلت فقد كانت ضربة للسياسة السوفييتية ساهمت في تفككها.
إن الظروف التي حدثت فيها محاولة الانقلاب قد أعطت بوريس يلتسين زعيم الجمهورية الروسية وهي الأكبر في الاتحاد السوفييتي الفرصة لكي يظهر على أنه الرجل القوي على المسرح السوفييتي والذي لايمكن فعل شيء بدونه. ولم يتحرك الجيش ضده، وهو المصدر الوحيد الذي كان يمكن أن يشكل خطراً عليه وعلى مؤيديه.
وبينما كان العالم ينتظر توضيح الأمور جرت عملية تطهير للذين دعموا الانقلاب أو سكتوا عنه، ثم تحولت هذه إلى عملية استبدال حثيثة لمسؤولي الاتحاد السوفييتي على كافة المستويات، وإعادة تحديد أدوار جهاز استخباراته وإعادة توزيع السلطة فيه بين الاتحاد والجمهوريات.
كما بدأ في الوقت نفسه حل الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفييتي على الفور، وهكذا زال هذا العملاق الذي نشأ من انتصار البلاشفة في عام 1917 من دون سفك دماء، أقله في البداية.
وكانت هناك أسباب وجيهة تدعو للابتهاج بهذا التطور، ولكن لايمكن أن يقال أن النتائج ستكون كلها خيراً، ففي يوم 31 كانون الأول/ديسمبر 1991 أنزل علم الاتحاد السوفييتي من على الكرملين وحل محله علم روسيا، وزال الاتحاد السوفييتي من التاريخ لتحل محله مجموعة من الدول المستقلة المرتبطة بمصالح مشتركة، إلا أن الشيء الوحيد الواضح كان المشاكل الاقتصادية والسياسية العميقة والمعقدة التي تواجهها جميع جمهورياته تقريباً وبدرجة كبيرة جداً.