kikerzs sport
أهلا بكل الزورار الاعزاء في منتدانا نرجو من حضرتك التسجيل لتكون ضمن اسرة هذا المنتدى الذي يجمع جميع العرب فمرحبا بك و تشرفنا بقدومكم
kikerzs sport
أهلا بكل الزورار الاعزاء في منتدانا نرجو من حضرتك التسجيل لتكون ضمن اسرة هذا المنتدى الذي يجمع جميع العرب فمرحبا بك و تشرفنا بقدومكم
kikerzs sport
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

kikerzs sport

كيكيرس سبورت الرياضي كوورة كل الالوان
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
كيكيرس سبورت الشامل شاهد اقرأ وحمل ستمتع وتمتع ومتع الناس من حولك وتحية لكل الزوار من عائلة المنتدى واعظائه

 

 الفصل التاسع : بدايات الاستعمار الأوروبي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mohammed kahled
Admin
Admin
mohammed kahled



الفصل التاسع : بدايات الاستعمار الأوروبي   Empty
مُساهمةموضوع: الفصل التاسع : بدايات الاستعمار الأوروبي    الفصل التاسع : بدايات الاستعمار الأوروبي   Emptyالثلاثاء أغسطس 23, 2011 6:31 pm

إن مانسميه اليوم الاستعمار الأوروبي قد ترك أولى آثاره الباقية على الشعوب الأخرى في القارتين أمريكا وأفريقيا. وقد اكتسبت كلمة استعمل أو إمبريالية Imperialism معاني عامة جداً، فهي تستخدم للدلالة على أي نوع من أنواع السيطرة المستمرة، سياسية كانت أو اقتصادية أو حتى ثقافية، التي تمارسها جماعة من البشر بصورة مقصودة أو غير مقصودة على جماعة أخرى. وينبغي على المؤرخين أن ينظروا إلى هذه المجموعة الغامضة من الأفكار بدقة أكبر إذا أرادوا أن يفهموا كيف حدثت الأمور وماهي العوامل التي كانت تؤثر في مراحلها المختلفة. إن أوضح نواحي الاستعمار وأسهلها تقصياً هي قصة الاستيلاء على أراضي الغير في بلاد أجنبية بصورة مباشرة واستملاكها استملاكاً مطلقاً. ويتم هذا الأمر بطرق عديدة، إما عن طريق حكومة قائمة في أوروبا نفسها، أو عن طريق مستوطنين يفدون ويستقرون في أراض يقيم فيها سكان أصليون، وكان الفايكنغ في القرنين التاسع والعاشر أول المستعمرين الأوروبيين من هذا النوع في الأمريكتين أو حتى عن طريق تأسيس وحدات سياسية جديدة يحكمها المستعمرون ويسيطرون عليها مثل الدول الصليبية التي تأسست في بلاد الشام ولم تعمر طويلاً.

لقد أتاح عصر الاكتشافات فرصاً جديدة للفتوحات فيما وراء البحار خاصة أمام الدول ذات المنافذ السهلة إلى المحيط الأطلسي، وكان التوسع على بر أوروبا يشرف في ذلك الحين على نهايته في الشرق الألماني، وكذلك استعادة شبه الجزيرة الإيبرية، أما إحياء الدول الصليبية القديمة فلم يكن إلا أضغاث أحلام بالنظر إلى قوة تقدم العثمانيين. وهكذا كان أهل البرتغال وإسبانيا، وأقل منهم أهل إنكلترا وفرنسا، هم الذين أطلقوا موجة كبيرة من توسيع حكم الأوروبيين ومستوطناتهم فيما وراء البحار، وفي عام 1600م كان الإيبيريون وحدهم قد حققوا إنجازات كبيرة، فكانت للبرتغاليين سلسلة مترامية الأطراف من المرافئ والحصون التي تحرس هيمنتهم التجارية الممتدة من الصين واليابان من جهة، إلى قارة أفريقيا حيث كانت لهم أراضي سوف يستوطنوها ويحولونها إلى مستعمرات زراعية، وحتى البرازيل من جهة أخرى. وكان الإسبان في هذه الأثناء قد ضموا في القارتين الأمريكيتين، نظرياً على الأقل، مساحات شاسعة جداً من الأراضي هي في الحقيقة أوسع أراضي استملكتها مملكة واحدة حتى ذلك الزمان، وهي مملكة قشتالة أما الفرنسيون والبريطانيون فلم يكونوا قد قاموا بعد إلا بمحاولات قليلة للاستكشاف والاستيطان في أمريكا الشمالية، صحيح أن الفرنسيين عينوا نائباً للملك عن كندا ونيوفوندلند ولابرادور في أربعينيات القرن السادس عشر، إلا أن هذا لم يكن في الواقع إلا ادعاء لا أساس له، وكانوا قد ابتدأوا تقليداً راسخاً وناجحاً من القرصنة والسلب والنهب على حساب الإسبان في نصف الكرة الغربي؛ وإن مستوطناتهم الكبرى في أمريكا سوف تأتي في مرحلة لاحقة، مثل مستوطنات الهولنديين.

الإمبراطورية الإسبانية

ابتدأت عملية الاستيطان في جزر المحيط الأطلسي في القرن الرابع عشر، لهذا كان الرجال الذين صنعوا أولى الإمبراطوريات الأوروبية رجالاً من العصور الوسطى، أي أن تفكيرهم قد صيغ في قالب التراث الكلاسيكي لليونان وروما، والأهم منها المسيحية. إن هذا التراث هو الذي صنع الرجال الذين سماهم الإسبان الفاتحينconquistadores والذين تراهم في تسعينيات القرن الخامس عشر مستوطنين جزر الكاريبي أولاً، ثم مستكشفين يقومون بغاراتهم على البر الرئيسي في البلد التي سوف تسمى فيما بعد فنزويلا. وفي عام 1513 عبر بعضهم برزخ بنما، ثم استقروا وراحوا يبنون لهم الأكواخ ويزرعون المحاصيل، فكانت هذه علامة على أنهم ينوون البقاء، وتأسست عندئذٍ في منطقة بنما أول أرض تابعة للقانون الإسباني على البر الرئيسي للقارة. كان المستوطنون قد كثروا في جزر الكاريبي في ذلك الحين، وكانوا قد أتوا بالعبيد من أفريقيا لتشغيلهم في الأعمال المختلفة، ومابرح صغار النبلاء والجنود الإسبان المتلهفون لاستملاك الأراضي والثروات يزدادون انجذاباً نحو الأمريكتين مع وصول المزيد والمزيد من المعلومات عنهما.

كان أشهر أولئك الفاتحين الإسبان ضابطاً تمتزج فيه البطولة بالقرصنة ويدعى هرنان كورتس، انطلق كورتس من كوبا إلى المكسيك في عام 1518، وما إن رسا فيها حتى أحرق قواربه وخرج عن سيطرة رؤسائه، ثم أسس مدينة فيرا كروز وقاد رجاله نحو الداخل حتى الهضبة العالية التي كانت قلب إمبراطورية الأزتيك، ومالبث أن فتحها خلال أشهر قليلة. وبعد بضع سنوات في عام 1531، سار رجل إسباني آخر هو بيزارو وهو مغامر أشد وحشية حتى من كورتس عبر جبال الآندس إلى عاصمة الإنكا حيث قوض نظامهم، وبذلك صارت كل من المكسيك والبيرو تابعة لعرش إسبانيا، وأضيفت إلى الأراضي التي استملكها سابقاً في فنزويلا وأمريكا الوسطى الحاليتين.

وتسربت إلى إسبانيا الأساطير عن الثروات الخيالية في الأمريكتين، وراحت تجتذب الإسبان إلى جزر الهند مثل قوة مغناطيسية لاتقاوم، وكانت تحركهم دوافع عديدة ومتضاربة، أقواها بلاريب هو الرغبة بالاستيلاء على ثروات تلك الحضارة التي أذهلتهم وحملها إلى بلادهم، وسوف يظل الناس زمناً طويلاً يستكشفون أمريكا الجنوبية بلا كلل بحثاً عن المدينة الأسطورية التي كان الإسبان يسموها إلدورادو أي أرض الذهب وعن ثرواتها الطائلة. وكانت لدى الفاتحين دوافع أخرى أيضاً، فقد كان الكثيرون منهم يبحثون عن الأراضي من أجل استملاكها، أو عن العبيد لتشغيلهم في المزارع التي كانوا قد بنوها في الجزر، ولهذا كانوا يعاملون الهنود بلا رحمة ولا شفقة. صحيح أنهم كانوا في بعض الأحيان راغبين في تبشيرهم بإنجيل المسيح، وأن رجال الدين الأسبان قد سعوا لردعهم عن وحشيتهم، إلا أن أولئك المستوطنين كانت تدفعهم موجة الجهاد المسيحي الذي استعاد إسبانيا من المسلمين، ولم تكن تلك بعقيدة تحترم الفروق الثقافية، كما أن الكثيرين منهم روعتهم عادات الأزتيك في التضحية بالبشر، مع أن الناس في أوروبا كانوا يألفون فكرة إحراق من يتبع مذهباً هرطقياً في الديانة المسيحية.

الأمريكيون قديماً وحديثاً

لقد سبب قدوم الإسبان كوارث عظيمة للسكان الأصليين في كل بقعة من بقاع البلاد، ولو أنهم لم يكونوا مسؤولين عنها كلها، إلا إذا قيل إنهم ماكان يجب عليهم أن يذهبوا إلى أمريكا أصلاً، فقد جلبوا معهم أمراضاً، كان أسوأها مرض الجدري، فتكت بالسكان فتكاً مريعاً في الجزر أولاً ثم على البر الرئيسي. وربما أحدثت قوة الإسبان الهائلة صدمة في نفوس الهنود ساهمت في تقويض معنوياتهم، فهم لم يكونوا قد رأوا في حياتهم خيولاً مثلاً، لهذا فقد ذهل الأزتيك عندما وقعت أنظارهم على الأحصنة الستة عشر التي جلبها معه كورتس، ولما شاهدوا الخيالة يترجلون عنها حسبوها وحوشاً عجيبة تشطر أجسادها إلى شطرين.

وسرعان ما نقصت الأيدي العاملة ولم تعد كافية للمستوطنين، فراحوا يستغلون مابقي منها بلا أدنى رحمة، وقد حارب رجال الدين وحشيتهم، ولكنهم لم ينجحوا في حماية الهنود منهم، وكانت الترتيب الشائع أن يمنح مستوطن إسباني خدمات السخرة من جماعة من السكان الأصليين مقابل أن يحكمها ويحميها. ومع ازدياد أعداد الناس الذين قضوا نحبهم ضحية للأمراض والإنهاك ازداد حرص المسؤولين الملكيين والمستوطنين معاً على منع العمال من مغادرة المزارع التي يعملون فيها، فضاق الخناق بذلك عليهم أكثر.ومازالت الكلمة المستخدمة للدلالة على الفلاح في مناطق واسعة من أمريكا الجنوبية حتى اليوم هي كلمة peón، وهي كلمة إسبانية معناها حجر البيدق في الشطرنج، أي أدنى الأحجار قيمة في اللعبة.

وراحت جماعات السكان الأمريكية في الأراضي الإسبانية تنمي أعدادها رويداً رويداً عن طريق التكاثر والهجرة من أوروبا على مدى القرنين التاليين، فكانت النتيجة ظهور عدد من المجتمعات الأمريكية من أصل إيبيري طبقاتها العليا والوسطى من أصل أوروبي ولكنها تحكم سكاناً سوادهم من الهنود. ورغم أن الإسبان والبرتغاليين لم يعارضوا التزاوج مع الهنود – ولاننس أن الإسبان طالما عاشوا في مجتمع متعدد العروق- فقد كان المقام الأعلى في مجتمع المستعمرات للدم الأوروبي، وكلما كان المرء أقرب عرقياً من الأصل الأوروبي كلما ازدادت ثروته وسلطته. وكان الأشخاص المولودين في الأمريكتين من أصل أوروبي يسمون بالإسبانية الكريول، وكانوا هم الحكام والسادة على من بقي من هنود الحضارات القديمة، التي زالت جميع إنجازاتها الباهرة تقريباً، فصار الكثيرون من الهنود يتحدثون شكلاً من أشكال اللغة الإسبانية، كما أصبحوا مسيحيين بالاسم على الأقل.

المؤسسات والحكم

لاتختلف القصة في البرازيل التي استوطنها البرتغاليون كثيراً عن قصة المكسيك والبيرو، عدا عن أن البرازيل لم يكن فيها شيء من الحضارة الأصلية، والفرق الآخر هو أن أعداداً كبيرة من العبيد قد جلبت من أفريقيا للعمل في مزارع السكر، بحيث صارت أهمية التراث الثقافي الأفريقي في البرازيل مساوية لأهمية تراثها الهندي. وكما كان الأمر في المستعمرات الإسبانية، كانت المسيحية في البرازيل واحداً من أبرز مظاهر الحضارة الأوروبية التي زرعت في بيئة غير أوروبية، فأكثر الأبنية القديمة في البرازيل اليوم إنما هي كنائس.

كما أن عناصر أخرى من القارة القديمة قد ضربت جذورها شيئاً فشيئاً في أمريكا الوسطى والجنوبية، فقد اعتبر المستوطنون والحكومات في إسبانيا والبرتغال أن من الطبيعي تطبيق أشكال الحكم التي يعرفونها، مع أنها مبنية على قوانين وتقاليد ومؤسسات تعود إلى الماضي الأوروبي البعيد، وليس لها علاقة منطقية بالمجتمع الأمريكي على الإطلاق، وقد فرضوها فرضاًَ، وبعد أن زالت الإمبراطوريات استمرت في أمريكا الجنوبية الدول المبنية على أسس أوروبية بإدارتها ومحاكمها، مثلما استمرت الهيمنة للغات الأوروبية.

كانت الإمبراطوريتان الإسبانية والبرتغالية في أمريكا تمتدان على مساحات هائلة، ولكن سكانهما كانوا قليلين جداً، فلم يكن هناك إلا عدد قليل من المهاجرين الأوروبيين الذين يستثمرون البلاد، كما أن أعداد الهنود قد هبطت، وربما لم يتجاوز عدد السكان من المجموعتين معاً 10 ملايين نسمة في عام 1600م. وفي عام 1700م كان الإسبان يحكمون، بصورة نظرية على الأقل، منطقة تمتد من نهر بلات في الجنوب حتى نهر كولورادو في الشمال، وتشمل كافة ساحل المحيط الهادي تقريباً من جنوب تشيلي حتى شمال كاليفورنيا، حيث يشهد اسم سان فرنسيسكو على السيادة الإسبانية، كما تضم أراضي أخرى كثيرة إلى الشمال من نهر ريو غرانده فضلاً عن فلوريدا. ولكن عدد السكان في هذه البلاد بقي قليلاً جداً حتى عام 1800م، وكان وجود الإسبان فيها مقتصراً على بعض محطات الإرساليات وبعض الحصون القليلة، ولو أن بعضها سوف يشكل مواقع مدن هامة جداً في أزمنة لاحقة. أما بقية أسبانيا الجديدة فكانت مكونة من المكسيك، وهي غنية بالمستوطنين، ومن الأراضي الواقعة في منطقة البرزخ، وكانت إسبانيا الجديدة هذه تابعة لنائب الملك. ثم كانت هناك تجمعات هامة للسكان ومدن كبيرة في البيرو وبعض الجزر الكاريبية الواسعة، أما جزر الهند فكانت نظرياً ممالك شقيقة لمملكتي قشتالة وأراغون، يحكمها نواب عن الملك، ولكنها كانت في الحقيقة تحكم بدرجة كبيرة من الاستقلال بالطبع، ومع هذا كانت في الوقت نفسه جزءاً من إمبراطورية عالمية ترتبط عن طريق أكابولكو وبنما بجزر الفيليبين وبإسبانيا.

أمريكا الشمالية

لقد بقي الاستيطان الأوروبي لأمريكا الشمالية لزمن طويل ضعيفاً جداً بالقياس إليه في الجنوب، ولكنك إذا نظرت إلى المنطقة الساحلية الشرقية للقارة في عام 1700 وجدتها مليئة بالمستوطنات الإنكليزية، وكانت إحداها مستوطنة فيرجينيا التي سميت على اسم ملكة إنكلترا إليزابيث الأولى، التي لم تتزوج لأن virgin معناها العذراء، وكان هذا أول مكان جرت فيه محاولات لتأسيس مستوطنة في ثمانينيات القرن السادس عشر، ولو أنها كانت محاولات فاشلة. ثم جرت محاولات أخرى في بداية القرن التالي، ولكن جاذبية أمريكا الشمالية من الناحية الاقتصادية ظلت لزمن طويل أضعف بكثير من جاذبية منطقة الكاريبي، والحقيقة أن المستوطنين الإنكليز كانوا في عشرينيات القرن السابع عشر قد بلغوا جزر الهند الغربية نجاحاً أكبر بكثير مما بلغه أبناء عمومتهم على البر الرئيسي.

وأخيراً بلغ استيطان أمريكا الشمالية في القرن السابع عشر مستوى عالياً من النجاح ضمن له أن يستمر ويتطور بصورة متسارعة، حتى صار هناك في عام 1700 حوالي 400.000 شخص من أصول أجنبية أكثرهم بريطانيين يعيشون في أمريكا الشمالية في اثنتي عشرة مستعمرة إنكليزية. وقد أسست أولى المستوطنات الناجحة في جيمستاون الواقعة في ولاية فرجينيا الحالية في عام 1607، وبعد عام واحد بنى المستكشف الفرنسي شامبلان حصناً صغيراً في كيبك، وبعد سنوات قليلة ظهر المستوطنون الهولنديون في موقع مدينة نيويورك الحالية، وكانت أمريكا الشمالية تضم أراضي كثيرة يمكن زراعتها بالأساليب الأوروبية، فراح الإنكليز ينقلون إليها جماعات بأكملها من رجال ونساء وأطفال، وراح هؤلاء يعملون في الزراعة فمنحهم هذا قدراً هاماً من الاستقلال عن بلدهم الأم، مثلما كانت الحال في مستوطنات المدن الإغريقية في العصور القديمة. ثم أتت زراعة التبغ التي ابتدأت في فرجينيا، فكانت هذه سلعة ملائمة للتصدير، وكان التبغ على أهمية عظيمة في التاريخ الباكر لفرجينيا ولمستوطنة ماريلاند التي أتت بعدها أيضاً، بل إنه كان يستخدم بدلاً من المال من أجل حساب الديون. ثم جاءت من بعده محاصيل هامة أخرى مثل القطن والأرز وصبغة النيلة، أمدت كلها المستوطنين بالإيرادات اللازمة لشراء ما يلزمهم من البلد الأم، كما كانت لهم أيضاً موارد أخرى من صيد السمك ومايرتبط به من نشاطات. أما كندا فلم يكن فيها يوماً منتج على هذه الأهمية، وكانت تجارة الفرو فيها ضئيلة، فكان هذا من أسباب البطء الشديد الذي كنت تراه في نمو المستوطنات الفرنسية، والحقيقة أن عدد الفرنسيين في كندا في عام 1661 لم يتجاوز الثلاثة آلاف تقريباً.

لقد سلكت المستعمرات الإنكليزية منذ البداية مناحي خاصة في تطورها بسبب مناخ منطقتها وجغرافيتها، كانت مجموعة المستوطنات الأبعد شمالاً تسمى نيوإنغلند أي إنكلترا الجديدة، وقد تميزت أيضاً من حيث أنها بدأت تجتذب إليها أناساً ذوي آراء دينية خاصة تعكس عادة الأشكال الأكثر تطرفاً من بين العقائد البروتستانتية الكالفينية، فكانت لديهم أفكار متشددة جداً حول السلوك، وكانوا يكرهون الطقوس والشعائر في عبادتهم، مع أنهم كانوا يغالون في فرض أساليبهم في الحديث والسلوك وكأنها طقوس مقدسة وكان هؤلاء يسمون في إنكلترا بيوريتانيين أي طهريين وكان الكثيرون منهم يعتبرون أنفسهم منتمين لكنيسة إنكلترا الرسمية عندما يرحلون إلى أمريكا، ولكنها ينشقون عنها في العادة متى حلوا في العالم الجديد، وصار يفصل بينهم وبين بلدانهم الأصلية حوالي خمسة آلاف كيلو متر من المحيط الأطلسي. كان البيوريتانيين متزمتين للغاية، بل قد يمتعضون إذا ما رأوا المهاجرين الآخرين يحتفلون بالأعياد والمناسبات السعيدة، وقد صارت منطقة نيوانغلند تعرف بالإجمال بأنها مكان الراغبين بالانقطاع عن الأساليب القديمة، بينما كان الأكثر تعلقاً بتقاليد بلدهم القديمة وعاداتها يذهبون إلى المستعمرات الجنوبية مثل فيرجينيا وكارولاينا الشمالية وكارولاينا الجنوبية.

وفي عام 1620 رست مجموعة من المستوطنين البيورتانيين في سفينتهم مايفلاور، وأسسوا لهم مستوطنة بليموث في ماساشوستش، وسرعان ما عرفوا بلقب الآباء المهاجرين، ودخلوا عالم الأساطير. وقد ارتبطت قصتهم أيضاً بتقاليد الحكم الذاتي، ولايعني بالضرورة الديمقراطية، وكان الحكم في ماساشوستس يقع عادة في أيدي حلقة ضيقة جداً من الأثرياء ورجال الدين الكالفينيين، بينما ظهرت أشكال من الحكم ديمقراطية في ولايات أخرى مثل كونكتيكت ورود آيلند. إلا أن قدرة الحكومة في إنكلترا على التحكم بمستوطناتها كانت ضئيلة في كل مكان تقريباً بسبب بعد المسافات في البر كما في البحر، وبفعل الظروف الخاصة في العالم الجديد؛ وسرعان ما أصبح الحكم الذاتي حقيقة قائمة في المستوطنات الأنكلوسكسونية بصرف النظر عن الترتيبات التي كانت قد بنيت على أساسها.

لم تكن أي من مستوطنات أمريكا الشمالية مضطرة للتعامل مع مجتمعات أصلية معقدة وغنية مثل التي كانت في المكسيك والبيرو، لأن هنود أمريكا الشمالية في القرن السابع عشر كانوا بعد على عتبة المرحلة الزراعية في تطورهم، وكانت تقنيتهم نيوليتية على أفضل تقدير. ولكنهم أعطوا نصائح قيمة للمستوطنين البيض، والحقيقة أنهم أنقذوا مستوطني ماساشوستس في أيامهم الأولى من المجاعة بأن قدموا لهم الطعام. والمؤسف أن كرمهم هذا لم يجعل الأوروبيين يحسنون معاملتهم على المدى البعيد، بل راحت مستوطنات البيض تمتد بالتدريج على حساب أراضي صيدهم التقليدية، فابتدأت بذلك مرحلة طويلة من الصراع سوف تنتهي بانقراض الكثير من الشعوب الأصلية انقراضاً تاماً تقريباً، وإن الذين تمكنوا من البقاء إنما أمكنهم ذلك بأن رحلوا نحو الغرب. ولكن بالمقابل قدمت الأمريكتان فرص العيش لآلاف الأوروبيين الفقراء، فقد اجتذبت الألمان والهوغنوت أي البروتستانت الفرنسيين والسويسريين، فصاروا يفدون إليها عند نهاية القرن السابع عشر بعد أن كان الهولنديون قد سبقوهم إليها، وهكذا كانت أمريكا الشمالية منذ عام 1700 بوتقة تنصهر فيها شعوب من أصول عديدة.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الفصل التاسع : بدايات الاستعمار الأوروبي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الفصل الخامس : نهاية الاستعمار في أفريقيا
» الفصل الثاني عشر : آسيا في العصر الأوروبي الصين
» الفصل التاسع : أوروبتان
» الفصل التاسع : الكنائس
» الفصل التاسع : المبادرة الأوروبية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
kikerzs sport :: المنوعات و المزيد :: التأريخ-
انتقل الى: