يعتقد الكثيرون اليوم أن مبرر قيام دولة ما إنما هو وجود شعب يجمعه شعور مشترك بالانتماء إلى أمة واحدة، وهذه هي العقيدة التي نسميها القومية. وتدعي الكثير من الدول الحديثة أنها دول قومية.
حرب المئة عام
يطلق هذا الاسم عادة على مرحلة من الصراع المتقطع بين الإنكليز والفرنسيين سببه ادعاءات الإنكليز الحق بتاج فرنسا، فبعد أن أدى ملك إنكلترا إدوارد الثالث الولاء لملك فرنسا عن أراضيه في أكيتانيا، عاد فانقلب على سيده وأدى هذا إلى معارك صريحة
1339م
إدوارد الثالث يعلن نفسه ملكاً على فرنسا، مدعياً أنه ورث هذا الحق عن أمه
1340م
انتصارات الإنكليزفي سلويز معركة بحرية،1340وكريسي1346والاستيلاءعلى كاليه 1347
1355-1356م
الأمير الأسود يغير على فرنسا من الجنوب الغربي والفرنسيون يهزمون في بواتييه
1360م
معاهدة بريتيني تنهي المرحلة الأولى من الحرب، إدوارد يمنح دوقية أكيتانيا بعد أن توسعت وصارت ذات سيادة
1369م
الفرنسيون يعيدون إذكاء الصراع، هزيمة الأسطول الإنكليزي في لاروشيل 1372 وخسارة أكيتانيا ويتبع ذلك تراجع مستمر في وضع الإنكليز
1399م
خلع الملك ريتشارد الثاني الذي تزوج في عام 1396 من ابنة شارل السادس ملك فرنسا يجدد عداوة الفرنسيين
1405-1406م
الفرنسيون يرسون في ويلز ويهاجمون أراضي الإنكليز في غيين.
1407م
اندلاع الحرب الأهلية في فرنسا التي استغلها الإنكليز
1415م
هنري الخامس يعيد التأكيد على حق الإنكليز بعرش فرنسا التحالف مع برغنديا وهزيمة الفرنسيين في أجنكور ثم إعادة فتح نورمنديا 1417-1419م
1420م
معاهدة تروا تثبت فتح نورمنديا، زواج هنري الخامس من ابنة ملك فرنسا والاعتراف به ولياً على عرش فرنسا
1422م
موت ملك إنكلترا هنري الخامس وملك فرنسا شارل السادس ، هنري السادس يرتقي عرش إنكلترا ، الإنكليز يتابعون الحرب بنجاح
1429م
تدخل جان دارك الذي أنقذ أورليان، شارل السابع يتوج ملكاً في ريمس
1430م
هنري السادس يتوج ملكاً على فرنسا
1436م
خسارة باريس بعد انهيار التحالف الإنكليزي البرغندي
1444م
معاهدة تور إنكلترا تتنازل عن دوقية مين
1449م
الإنكليز يخلون بمعاهدة تور، فتنهار المقاومة الإنكليزية تحت الضغط الفرنسي المنظم
1453م
هزيمة الإنكليز في كاستيون تنهي جهودهم لاستعادة غسكونيا، فلايبقى لهم إلا كاليه وجزر القنال والمانش ويجرجر الصراع أذياله في حملات فاشلة قاموا بها في عام 1474و1492
1558م
الإنكليز يخسرون كاليه، ولكن ملوك إنكلترا احتفظوا بلقب ملك فرنسا حتى جورج الثالث بل ظلت شارة الملكية الفرنسية تظهر على شعار صحيفة التايمز حتى عام 1932
ولكن القليل منها على هذه الصورة فعلاً. والحقيقة أن هذه الفكرة لم تظهر حتى عهد قريب فقد وجدت الدول قبل أن يبدأ الناس بالتفكير بالقومية بزمن طويل، وكثيراً ما كان وجود الدولة هو أول ما يعطي الناس الشعور بأنهم ينتمون إلى أمة واحدة، أي أن الدول هي التي خلقت القوميات وليس العكس، ولو أن الناس يقولون اليوم إن القومية مبرر لقيام دولة، وتظهر هذه الحقيقة بجلاء كبير في أواخر العصور الوسطى، إذ ظهرت في تلك الحقبة بعض أهم الدول والقوميات في أوروبا الغربية، ففي عام 1500 كانت كل من إنكلترا واسكتلندا وفرنسا وإسبانيا والبرتغال قد اتخذت أشكالاً لا تختلف كثيراً عن أشكالها اليوم، وكان الكثيرون من سكانها يشعرون أيضاً بالشعور القومي.
ولكن هذا الأمر لا ينطبق على الجميع، إذ كان هناك أناس يشعرون بأنهم ألمان أو إيطاليون لأنهم يتحدثون اللغة نفسها، من دون أن يكونوا تحت حكم واحد على الإطلاق، فإيطاليا مثلاً لم تكن أكثر من تعبير جغرافي كما قال رجل دولة نمساوي، فحتى القرن التاسع عشر، وكان البابا يتمتع بمكانة خاصة جداً في أوروبا كرأس للكنيسة، ولكنه لم يكن بين الأمراء الإيطاليين إلا واحداً من حكام كثيرين. وكانت له سلطته الدنيوية على أراضيه المتميزة عن سلطته الروحية كقائد للكنيسة، وكانت دولته مستقلة من حيث المبدأ، مثل جمهورية البندقية أو دوقية بارما الصغيرة.
أما وضع ألمانيا فكان أكثر تعقيداً حتى من هذا، إذ كان القسم الأكبر منها ضمن الإمبراطورية الرومانية المقدسة، التي كان أمراؤها ومدنها وفرسانها الإمبراطوريون أتباعاً إقطاعيين للإمبراطور، إلا أن قسماً كبيراً من هذه الإمبراطورية لم يكن ألمانياً، وقد جرت محاولات متكررة لتحويل الإمبراطورية إلى بنية أكثر مركزية يكون فيها الإمبراطور أقرب إلى الملك منه إلى السيد الإقطاعي، ولكن تلك المحاولات باءت كلها بالفشل. لذلك بقي الألمان شعباً يتحدث أشكالاً مختلفة من اللغة الألمانية ولكنهم رعايا لكيانات كثيرة ومتباينة مثل رئيس أساقفة ماينز أو مدن رابطة الهانزا التجارية في الشمال أو أمير بافاريا، أو واحدة من مئات الوحدات المستقلة الأخرى التي كان بعضها في الحقيقة صغيراً جداً.