kikerzs sport
أهلا بكل الزورار الاعزاء في منتدانا نرجو من حضرتك التسجيل لتكون ضمن اسرة هذا المنتدى الذي يجمع جميع العرب فمرحبا بك و تشرفنا بقدومكم
kikerzs sport
أهلا بكل الزورار الاعزاء في منتدانا نرجو من حضرتك التسجيل لتكون ضمن اسرة هذا المنتدى الذي يجمع جميع العرب فمرحبا بك و تشرفنا بقدومكم
kikerzs sport
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

kikerzs sport

كيكيرس سبورت الرياضي كوورة كل الالوان
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
كيكيرس سبورت الشامل شاهد اقرأ وحمل ستمتع وتمتع ومتع الناس من حولك وتحية لكل الزوار من عائلة المنتدى واعظائه

 

 الفصل السابع : اوروبا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mohammed kahled
Admin
Admin
mohammed kahled



الفصل السابع : اوروبا Empty
مُساهمةموضوع: الفصل السابع : اوروبا   الفصل السابع : اوروبا Emptyالثلاثاء أغسطس 23, 2011 7:37 pm

أوروبا الجنوبية

أما الجزء الآخر الكبير من تركة الكاروليين فهو إيطاليا، كانت إيطاليا منذ القرن السابع تتطور مبتعدة عن أوروبا الشمالية لكي تعود وتبزغ كجزء من أوروبا المتوسطية. وكثيراً ما ظل البابوات في خطر حتى بعد أن أطاح شارلمان باللمبرديين، إذ كان عليهم أن يواجهوا سلطة الزعماء الإيطاليين المتزايدة فضلاً عن أرستقراطيتهم الرومانية. وكانت الكنيسة الغربية حينئذٍ في أدنى حالاتها، وكان يعوزها التماسك والوحدة، وتبين معاملة الأوتونيين للبابوية مدى ضعف سلطتها، وقد أدى هذا الوضع إلى انتشار التمزق والفوضى في أراضي إيطاليا، فكان الشمال عبارة عن دويلات إقطاعية متناثرة، وكانت البندقية في ذلك الحين جمهورية مستقلة ناجحة تندفع إلى الأمام في بحر الأدرياتيك، وكان حاكمها قد اتخذ لتوه لقب الدوق، وربما كانت أقرب إلى أن تكون قوة شرقية أدرياتيكية منها قوة متوسطية. وكان هناك دول مدن جمهورية في الجنوب في غايتا وأمالفي ونابولي، وعبر منتصف شبه الجزيرة كانت تمتد الدول البابوية، وعليها كلها كان يخيم شبح الغارات الإسلامية حتى بيزا شمالاً، بينما ظهرت إمارات إسلامية في ترانتو وباري في القرن التاسع. ولن تدوم هذه الإمارات طويلاً، ولكن العرب أتموا فتح صقلية في عام 902م، وسوف يحكموها قرناً ونصف القرن ويتركون فيها آثاراً عميقة.

لقد صاغ العرب أيضاً مصير سواحل أوروبا المتوسطية الغربية الأخرى، ففضلاً عن استيطانهم إسبانيا كانت لهم قواعد ثابتة إلى حد ما في منطقة بروفانس إحداها في سان تروبيه، لذلك كانت علاقات سكان سواحل أوروبا المتوسطية بالعرب معقدة، وكان العرب بالنسبة لهم قطاع طرق وتجاراً في الوقت نفسه. وفي جنوب فرنسا وكتلونيا كان الفتح الإفرنجي قد حل محل الفتح القوطي، ولكن ظلت فيها آثار مادية تذكر بالماضي الروماني، كما كانت الزراعة المتوسطية واسعة الانتشار، ومن الملامح الأخرى المميزة لهذه المنطقة ظهور عائلات من اللغات اللاتينية الرومانسية في الجنوب، كانت اللغتان الكتلانية والبروفنسالية أطولها عمراً.



الأباطرة الألمان

أما على الطرف الآخر من الراين فقد تفككت البلاد بعد موت آخر ملك كارولي في عام 911م بصورة صاغت نمط السياسة في ألمانيا طوال ألف عام بعدها، وصار الزعماء المحليون يبدون المزيد من السلطة، وكانت الولاءات القبلية أقوى منها في الغرب، فنتجت عن هذا ست دوقيات قوية. واختار الدوقات حاك إحداها وهو كنراد الفرنكوني ملكاً عليهم لأنهم كانوا يريدون زعيماً قوياً يواجه خطر المجر، وقد مسحه الأساقفة عند تتويجه فكان بذلك أول حاكم للإفرنج الشرقيين يتوج بهذه الطريقة. ولكن كنراد لم ينجح في معالجة أمر المجر، كما أنه حاول بدعم من الكنيسة أن يعلي من شأن أسرته ومنصبه، فقام الدوقات عندئذٍ بلم شعوبهم من حولهم من أجل حماية استقلالهم، وكانت أهم تلك الشعوب أربعة هم السكسونيون والبافاريون والسوابيون والفرنكونيون، وهو الاسم الذي صار يطلق على الإفرنج الشرقيين، ثم لجأ كنراد إلى تعيين أحد الثوار خليفة له ووافق عليه الدوقات، وفي عام 919 م أصبح هنري وهو دوقاً سكسونياً ملكاً، وعرف بلقب هنري الصياد وقد حكم هو وأحفاده أي الأباطرة السكسونيين أو الأوتونيين الإفرنج الشرقيين حتى عام 1024م.

لقد تجنب هنري الصياد التتويج الكنسي، وكانت لديه أملاك عائلية كبيرة، وكان يحوز على ولاءات قبائل السكسون، وقد تمكن من ردع الزعماء الكبار بفضل كفاءته العسكرية العالية. ثم أنه استولى على لوثارينجيا من الإفرنج الغربيين، ووضع الحدود الدفاعية الجديدة على نهر الألب بعد حملاته الناجحة ضد الوند، وجعل من الدنمرك مملكة تابعة له وبدأ بتنصيرها، كما هزم المجريين، وبذلك توفرت لابنه أوتو تركة غنية عرف كيف يستفيد منها.

وتابع أوتو الأول عمل أبيه في تأديب الدوقات، وفي عام 955م ألحق بالمجريين هزيمة كسرت شوكتهم إلى الأبد، كما أنه أعاد استيطان النمسا أي حدود شارلمان الشرقية، ورغم أنه واجه بعض المعارضة فقد جعل من الكنيسة أداة موالية له، فكان رجال الكنيسة في ألمانيا يتطلعون إلى الملكية لكي تؤمن لهم الحماية من اعتداءات العلمانيين، ويقال أن أوتو قد أنهى مرحلة الفوضى في أوروبا الوسطى، وعلى عهده بدأ الشعور بما يمكن أن يسمى ألمانيا الواعية لذاتها.

لقد توج أوتو في آخن في عام 936 وقبل المسح بالزيت الذي تجنبه أبوه، وخدمه الدوقات الألمان كأتباع له على الطريقة الكارولية القديمة أثناء وليمة تتويجه. وبعد خمس عشرة سنة غزا إيطاليا واتخذ عرشها، وقد بقي البابا عشر سنوات رافضاً أن يتوجه إمبراطوراً إلى أن قبل أخيراً فتم التتويج عام 962م، فتوحد بذلك عرشا ألمانيا وإيطاليا من جديد، وكانت هذه بداية ما سيعرف بالإمبراطورية الرومانية المقدسة، التي سوف تستمر ألف عام تقريباً، وهي لم تكن واسعة مثل إمبراطورية شارلمان ولم يسيطر أوتو على الكنيسة مثله، إلا أنها كانت على كل حال إنجازاً كبيراً. ومن بعده ظل خلفاؤه يمارسون ما ابتدأه من سلطة إلى الجنوب من جبال الألب، فقد نصب حفيده أوتو الثالث أحد أبناء عمومته بابا فكان هذا أول ألماني يرتقي كرسي القديس بطرس كما أنه عين بعد ذلك أول بابا فرنسي. ويبدو أن روما قد أسرت قلبه واستحوذت عليه فاستقر فيها، وقد سمى نفسه أوغسطس مثل سلفيه المباشرين، كما صارت أختامه تحمل من جديد شعار إحياء الإمبراطورية الرومانية، وهي تعني عنده الإمبراطورية المسيحية. وكانت أمه أميرة بيزنطية لذلك اعتبر نفسه قسطنطين جديد، وكان يحلم بأوروبا منظمة بصورة تسلسل هرمي من الملوك تحت السيادة العليا للإمبراطور، وهو مفهوم شرقي، وبعد موته عام 1002 أخذ جثمانه إلى آخن كما أمر ليدفن إلى جانب شارلمان.

ولم يخلف أوتو وريثاً له، أما خليفته المنتخب هنري الثاني فقد كان جوهره حاكماً ألمانياً لا إمبراطوراً على الغرب، وتقول الكتابة المحفورة على ختمه إحياء مملكة الإفرنج وكان اهتمامه منصباً على إحلال السلام في شرق ألمانيا وتنصيرها. صحيح أنه قام بثلاث حملات إلى إيطاليا إلا أن سلطته فيها كانت تعتمد على تأليب الأحزاب بعضها ضد بعض، ومعه بدأ الأسلوب البيزنطي للإمبراطورية الأوتونية بالأفول. ورغم أن فكرة الإمبراطورية الغربية طلت لها جاذبيتها وسحرها لدى الملوك في بداية القرن الحادي عشر، فإن تركة الكاروليين كانت في الحقيقة قد تفككت إلى أجزاء صغيرة منذ زمن طويل، فكانت ألمانيا حقيقة واقعة، ولو أنها غير متماسكة بعد وغير موجودة في أذهان الناس. كما كان الخط الأساسي لمستقبل فرنسا قد وضع أيضاً، ولو لم يكن بإمكان الناس أن يروه، ورغم أن سيادة الكابيتيين على أجزاء فرانسيا الغربية ظلت ضعيفة، فقد كانت بحوزتهم أراضٍ ملكية ذات موقع مركزي وتضم باريس نفسها، فضلاً عن أنهم كانوا يتمتعون بصداقة الكنيسة




بدايات فرنسا وألمانيا

لم يتمتع خلفاء شارلمان بسلطته ولا بخبرته، وسرعان ما تقسمت أراضيه بعد موته وراح الرجال يلتمون حول بعض الأفراد مشكلين مجموعة من الولاءات المحلية، وفي النهاية تقاسم ثلاثة من أحفاده تركة الإفرنج في معاهدة فيردان في عام 843 م، وهي تسوية هامة جداً في تحديد خريطة أوروبا المستقبلية. لقد رسمت معاهدة فيردان مملكة في الوسط مؤلفة من أراضي الإفرنج التي مركزها الضفة الغربية لوادي الراين وتضم مدينة آخن فأعطتها إلى لوثير وهو الإمبراطور الحاكم ولهذا سميت لوثارينجيا فضلاً عن مملكة إيطاليا. وإلى الشرق منها أعطيت الأراضي ذات اللغة التوتونية الواقعة بين الراين والحدود الألمانية إلى لويس الألماني، وأخيراً أعطي الغرب شريط من الأرض يسمى غسكونيا وسبتمانيا وأكيتانيا إلى أخ غير شقيق لهذين الرجلين هو شارل الأصلع. وكان هذا التقسيم في الحقيقة أول مرة تتميز فيها فرنسا عن ألمانيا، أما لوثارينجيا فلم تكن تتمتع بوحدة لغوية وإثنية وجغرافية واقتصادية هامة قياساً إلى المملكتين الأخريين، لأنها إنما اصطنعت بسبب الحاجة لإرضاء الأبناء الثلاثة. وسوف يكون قسم كبير من تاريخ فرنسا وألمانيا عبارة عن محاولات لاقتسام هذه الأراضي فيما بينهما.

لقد ضعف الملوك الكارولييون بمرور الزمن، فلم يستمروا في فرانسيا الغربية إلا قرناً واحداً بعد شارل الأصلع، وفي نهاية حكمه كانت كل من بريتانيا وفلاندر وأكيتانيا مستقلة من الناحية الفعلية. لذلك استهلت الملكية الإفرنجية الغربية القرن العاشر وقد نال منها الضعف والوهن، وعجز شارل الثالث عن طرد النورمان، فتنازل لقائدهم رولو في عام 911 عن أراضٍ واقعة في نورمنديا الحالية. وتعمد رولو في العام التالي وراح يبني الدوقية التي أدى فيها الولاء للكاروليين، وظل مواطنوه الاسكندينافيين يفدون ويستقرون هناك حتى نهاية القرن العاشر، ولكنهم سرعان ما تفرنسوا من ناحيتي اللغة والقانون. وفي هذه الأثناء أدت الفوضى حول موضوع الخلافة في فرانسيا الغربية إلى بزوغ كونت من باريس راح يبني سلطة أسرته باطراد حول أراضيهم الواقعة في المنطقة المسماة جزيرة فرنسا-ايل دو فرانس- وسوف تكون هذه نواة فرنسا القادمة. وعندما مات آخر الحكام الكاروليين للإفرنج الغربيين في عام 987 انتخب هوغ كابه ابن كونت باريس ملكاً، وسوف تحكم عائلة طوال أربعمائة عام، وعدا عن هذا كان الإفرنجيون الغربيون عندئذٍ مقسمين إلى حوالي اثنتي عشر وحدة يحكمها زعماء على درجات متباينة من المكانة والاستقلال.


الإمبراطورية الرومانية المقدسة



800م

تتويج شارلمان

840-843 م

تقسيم الإمبراطورية الكارولية عند موت لويس الورع. لوثير الأول يتخذ لقب إمبراطور ( مع إيطاليا ولوثارينجيا)

955 م

معركة لشفلد: أوتو الكبير يقضي بهذا النصر أخيراً على خطر المجر

966-972 م

ثالث حملات أوتو الأول إلى إيطاليا: خلع أحد البابوات وإعادة آخر وترشيح ثالث

998 م

أوتو الثالث يخلع البابا

1046 م

هنري الثالث يخلع ثلاث بابوات متنافسين ويعيد تثبيت حقه بترشيح البابا

1075-1122 م

الصراع على تنصيب الأساقفة الذي انتهى بصورة رسمية في اتفاق ورمز

1125 م

تأسيس مبدأ الانتخاب كطريقة لاختيار الأباطرة مع ارتقاء لوثير الثاني العرش

1138 م

سلالة هوهنشتاوفن الإمبراطورية تبدأ بكنراد الثالث، يتلوها صراع طويل مع البابوية

1152-1190 م

فريدريك الأول (بربروس) يبدأ باستخدام لقب الإمبراطورية الرومانية المقدسة

1183 م

صلح كونستانس (بين الإمبراطور والبابا والمدن اللمبردية) يمهد الطريق لافتراق ألمانيا وإيطاليا تحت السيادة الاسمية للإمبراطور

1245 م

البابا إنوسنتس الرابع يخلع فريدريك الثاني في مجمع ليون

1268 م

اغتيال آخر أمراء هوهنتشتاوفن

1356 م

شارل الرابع يضع دستور الإمبراطورية الرومانية المقدسة حتى 1806م.



شارلمان

لقد تقسمت أراضي بيبان مرة ثانية عند موته، إلا أن التركة الإفرنجية بأكملها توحدت من جديد في عام 771م في ابنه الأكبر شارلمان، وهو أعظم رجال هذه السلالة التي صارت تعرف بسلالة الكاروليين، أو الكارولنجيين وسرعان ما أضحى شارلمان أسطورة. من الواضح أنه كان يجمع صفتي المحارب والملك جرياً على عادات الإفرنج، فكان يهوى الفتوحات وكانت الحرب نشاطه الأساسي، ولكن الشيء الجديد هو الجدية البالغة بل القداسة التي أظهرها في أداء دوره كملك مسيحي، فقد سعى لتعظيم بلاطه والسمو بمكانته بأن أغناه بالعلوم المسيحية، وبرعايته الكبيرة للمعرفة والفنون. وفي مجال الفتوحات تأمن له ضم أراضي كثيرة، وكان لهذا الأمر نواحي دينية أيضاً، لقد أطاح شارلمان باللمبرديين بعد أن أخضعوا إيطاليا وأرهبوا البابوات، واستولى على عرشهم وعلى أراضيهم في شبه الجزيرة، وظل يخوض الحملات في الشرق ثلاثين سنة تم له فيها تنصير شعب السكسون الوثني بالقوة، كما أن محاربة الأفار والوند والسلاف قد مكنته من ضم كرينثيا وبوهيميا وفتحت له طريقاً هاماً على طول نهر الدانوب إلى بيزنطة. وقد وضع حدوداً دفاعية عبر نهر الألب من أجل السيطرة على الدانمركيين، وفي بداية القرن التاسع اقتحم إسبانيا ووضع فيها حدوداً مماثلة عبر جبال البيرينه تمتد جنوباً حتى نهر الإبرو وساحل كتلونيا، وقد تجمعت لديه بذلك أراضٍ كثيرة.

في يوم عيد الميلاد من عام 800 م قام البابا بتتويج شارلمان ونودي به إمبراطوراً، ومازال المؤرخون منذ ذلك الحين يتجادلون حول معنى هذا التتويج. لقد كان هناك إمبراطور يعترف به الجميع ويعيش في القسطنطينية، فهل صار يوجد إمبراطوران اثنان في عالم مسيحي مقسم مثلما كان الحال في أواخر الأزمنة الرومانية؟ كان من الواضح أن لقب الإمبراطور هو ادعاء بالسلطة على شعوب كثيرة، وأن شارلمان باتخاذه هذا اللقب كان يريد أن يقول إنه ليس ملكاً على الإفرنج وحدهم. وربما كانت إيطاليا في البداية هي البلد الأهم بنظره، لأنها تمكنه من الارتباط بماضيها الإمبراطوري فيكون هذا عاملاً موطداً لسلطته لا يتيحه أي بلد آخر. وكان ثمة عامل آخر أيضاً، هو عرفان البابا بجميل شارلمان أو حاجته لدعمه، لأن جنوده كان قد أعادوا للتو البابا ليون الثالث إلى عاصمته، ولكن روي أيضاً عن شارلمان قوله إنه لو علم بما كان البابا ينوي أن يفعله لما دخل كنيسة القديس بطرس، فربما كان يكره عجرفة البابا وادعاءه السلطة.

مهما كان دوافع شارلمان فإن ختمه سرعان ما حمل كتابة تقول إحياء الإمبراطورية الرومانية، وكان هذا ارتباطاً مقصوداً وصريحاً بالماضي العظيم، وقد اعترفت القسطنطينية لاحقاً بصلاحية لقبه هذا في الغرب، ولكن علاقاته ببيزنطة لم تكن سهلة قط، وليس هذا بالأمر الغريب. وكانت اتصالاته بالخلافة العباسية رسمية ولكنها ودية، ولا ننس أن العرب كانوا يهددون بيزنطة، أما أمويو الأندلس فكانت علاقتهم بهم دون هذا لأنهم كانوا قريبين منه بحيث يشكلون خطراً عليه.

كانت حماية الدين من الكفار واجباً من واجبات الملوك المسيحيين، ولكن هذا لا يعني استقلال الكنيسة، بل لقد أخضعها شارلمان بحزم لسلطته، واستخدمها أداة للحكم من خلال أساقفتها. فكان يرأس المجامع الإفرنجية ويفصل في أمور العقيدة بسلطان مثلما كان يفعل يوستينيانس من قبله، ويبدو أنه كان يأمل بإصلاح الكنيستين الإفرنجية والرومانية وبفرض رهبنة القديس بنديكتس عليهما. والحقيقة أن أعمال شارلمان كانت بداية فكرة هامة، هي مسؤولية الملك عن رعاة الحياة الدينية في أراضيه فضلاً عن دوره في حماية الكنيسة.

ربما كان بلاط شارلمان في آخن (اكس لاشابل) بدائياً بالقياس إلى بلاط بيزنطة، أو حتى بالقياس إلى بلاط بعض الممالك البربرية الباكرة، ولكن الفن البيزنطي بدأ يخصب تقاليد أوروبا الشمالية عندما جلب رجاله المواد والأفكار من رافينا لتجميل مدينة آخن، كما أن النماذج الكلاسيكية قد أثرت أيضاً في فناني شارلمان. إلا أن أبرز الأشياء التي زها بها بلاطه إنما هي كونه مركزاً للفكر من خلال علمائه الكبار، وكان الكتبة ينسخون النصوص بخط جديد يسمى الخط الكارولي الصغير، وسوف يصبح هذا أداة من الأدوات العظيمة لنشر الثقافة في الغرب. وكان شارلمان يأمل باستخدامه في صنع نسخ أصلية صحيحة من قواعد القديس بنديكتس لكي يقدمها لكل دير في مملكته، ولكن الأهمية الكبرى لهذا الخط إنما تكمن في صنع نسخ من الكتاب المقدس. وكان الكتاب المقدس هو الكتاب الأساسي في مكتبات الأديرة التي صارت تجمع الآن في كافة الأراضي الإفرنجية، ولم يقتصر هذا الأمر على المغزى الديني، لأن تاريخ اليهود في العهد القديم حافل بالصور المثالية للملوك المحاربين الأتقياء والممسوحين بالزيت، وكان هؤلاء نماذج من المفيد أن يروج لها. وقد استمر نسخ النصوص وانتشارها قرناً كاملاً بعد أن أعطي دفعته الأولى في آخن، فكان هذا جوهر ما يسمى النهضة الكارولية. ولم تكن كلمة نهضة تحمل أياً من معانيها الدنيوية التي اكتسبتها في أزمنة لاحقة، بل كانت نهضة مسيحية جداً، وكان الغرض منها تدريب رجال الدين من أجل إحياء الكنيسة الإفرنجية وتنشيطها والاستمرار بدفع الإيمان شرقاً عن طريق البعثات التبشيرية. كان هناك عدد من الرجال الإيرلنديين والأنكلوسكسون في مدرسة القصر بآخن، ومنهم العالم المرموق ألكوين من مدينة يورك، التي كانت مركزاً كبيراً للمعارف الإنكليزية، وكان أشهر تلاميذ ألكوين هو شارلمان نفسه، ولكن كان لديه أيضاً عدد من التلامذة الآخرين، كما كان يدير مكتبة القصر. وقد أصبح رئيساً للدير في مدينة تور وكانت له فيها مدرسة يشرح فيها الكتاب الكلاسيكيين لرجال سوف يحكمون الكنيسة الإفرنجية في الجيل التالي.

إن ألكوين هذا دليل لافت على انتقال مركز الثقل الثقافي في أوروبا نحو الشمال وابتعاده عن العالم الكلاسيكي. وكان هناك عدداً من الإفرنج فيزيغوط ولمبرديون وإيطاليون ساهموا جميعاً في حركة التعليم والنسخ وتأسيس الأديرة الجديدة التي امتدت إلى شرق فرانسيا وغربها. وكان من هؤلاء العالم أينهارد، الذي كتب سيرة عن شارلمان نقرأ فيها أنه كان يميل إلى الثرثرة في بعض الأحيان، وأنه كان شغوفاً بالصيد ويحب السباحة والاستحمام في ينابيع المياه الحارة، وهذا سبب اختياره لآخن كمكان إقامة له، ويظهر شارلمان أيضاً في كتاب أينهارد بصورة رجل فكر يتحدث اللاتينية فضلاً عن الإفرنجية ويفهم اليونانية. ويدعم مصداقية الرواية أن كاتبها يتحدث عن محاولات شارلمان للكتابة وكيف كان يحتفظ بالدفاتر تحت وسادته لكي يكتب وهو في السرير، ثم يضيف أينهارد " ولكن رغم أنه حاول بمجهود كبير فإنه قد ابتدأ في عمر متأخر"

الفصل السابع : اوروبا Chp7-2


إمبراطورية شارلمان

ترتسم لك عن شارلمان صورة حية لرجل وقور وجليل، يسعى لكي يتحول من زعيم عسكري إلى حاكم إمبراطورية مسيحية كبيرة، وقد أصاب في مسعاه هذا نجاحاً كبيراً. ومن الواضح أن حضرته كانت مهيبة، إذ يبدو أنه كان أطول قامة بكثير من الرجال الذين من حوله، وكان الناس يرون فيه روح ملك بهيج وعادل وكريم فضلاً عن صورة البطل التي سيتغنى بها الشعراء والمنشدون طوال قرون عديدة. والحقيقة أن شارلمان قد أضفى على الملكية الجرمانية أبهة جديدة، عندما ابتدأ حكمه كان بلاطه متنقلاً بعد، فكان يمضى عامه في الترحال بين أراضيه المختلفة، ولكنه عندما مات خلف قصراً وخزينة مال في الموقع الذي دفن فيه. وقد تمكن من إصلاح الأوزان والمقاييس، وأعطى أوروبا تقسيم الجنيه الفضي إلى 240 بنس –ديناراً- وهو تقسيم سوف يستمر في الجزر البريطانية طوال أحد عشر قرناً. ولكن سلطته كانت في الوقت نفسه سلطة شخصية جداً، وكانت ترتكز في المحصلة على أراضيه ومنتجاتها الزراعية، وعلى الرجالات الكبار الذين أبقاهم قريبين منه لكي يستطيع مراقبتهم، وكان أتباعه هؤلاء مرتبطين به بأقسام مقدسة، ولكنهم بدؤوا يسببون له المتاعب مع تقدمه بالسن.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الفصل السابع : اوروبا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الفصل السابع : صنع اوروبا
» الفصل الرابع : اوروبا الحدود المحصنة
» الفصل السابع : شرق أوروبا
» الفصل السابع : قلب حضارة
» الفصل السابع : الإفرنج

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
kikerzs sport :: المنوعات و المزيد :: التأريخ-
انتقل الى: